أعراض الصرع النفسي قد يغفل عنها البعض، فهناك ما يسمى صرع ذات منشأ نفسي وليس عضوي، في البداية الصرع ليس مرضا عقليا،  في الواقع، الغالبية العظمى من المصابين بالصرع لا يعانون من مشاكل معرفية أو نفسية، بالنسبة للجزء الأكبر ، تقتصر المشكلات النفسية في الصرع على الأشخاص المصابين بالصرع الشديد وغير المنضبط, في هذا المقال سنتعرف على أهم أعراض الصرع النفسي وما العلاقة بين الصرع والاضطرابات النفسية الأخرى … تابع القراءة.

 

أعراض الصرع النفسي

تشمل أعراض الصرع النفسي على ما يلي :

• القلق.
• اضطرابات المزاج.
• حدوث تشوهات عقلية.
• الخوف.
• مشكلات التفكير.

 

كانت هذه أهم أعراض الصرع النفسي ، وفي الفقرة القادمة سنتعرف على علاقة الصرع بأهم المشكلات النفسية.

 

الصرع والإعاقة الذهنية

لا يسبب الصرع بحد ذاته مشاكل فكرية شديدة، ولكن يمكن أن يحدث الاثنان معًا وينتج عن نفس الشيء، على سبيل المثال، قد يؤدي نقص الأكسجين أو الإصابة أو العدوى عند الولادة إلى التخلف العقلي والصرع والشلل الدماغي معًا.

 

وتكون درجة المشاكل المعرفية أو النفسية مرتبطة بـ أن :

• الصرع يبدأ  في سن مبكرة
• وجود العديد من النوبات
• وجود آفة كامنة في الدماغ
• ضعف السيطرة على النوبات
• كم من الوقت يستغرق للسيطرة على النوبات

 

في الأطفال الصغار، يمكن أن يتأخر النمو بسبب نوبات الصرع غير المنضبطة، أما مع الأفراد الذين يعانون من مشاكل فكرية حادة لديهم معدلات أعلى من تشوهات الدماغ (أو تغيرات في بنية الدماغ)، قد تؤدي إلى أنواع مختلفة من النوبات وكذلك ظهور أعراض الصرع النفسي ، عادة ما تبدأ هذه أيضًا في وقت مبكر من الحياة.

 

 

الصرع النفسي والاكتئاب

الاكتئاب لدى المرضى المصابين بالصرع شائع جدًا ومسألة مهمة للأطفال والكبار، يمكن أن تكون أعراض الاكتئاب ثابتة أو تتغير بمرور الوقت، كما يمكن أن تختلف من معتدلة إلى شديدة وقد يكون لها تأثير كبير على الأنشطة اليومية ونوعية الحياة، وقد يفقد المرضى المصابون بالاكتئاب الاهتمام بالهوايات؛  ويحدث لهم تغيرات في الشهية،  وتشعر بالحزن أو الغضب أو الخوف ؛ ولديهم صعوبة في النوم.

 

تم تحديد العديد من الأسباب المحتملة للاكتئاب لدى الأشخاص المصابين بالصرع، والسبب الأكثر شيوعًا هو إصابة جزء من الدماغ يتحكم في الحالة المزاجية، كما يمكن أن تؤدي مستويات الهرمون، وخاصة انخفاض هرمون الإستروجين، إلى الاكتئاب ويمكن أن تؤثر على تكرار نوبات وظهور أعراض الصرع النفسي .

 

يمكن أن تؤثر الأدوية المضادة للتشنج، مثل الفينوباربيتال، على مراكز الحالة المزاجية وقد تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب، وبشكل عام يمكن علاج الاكتئاب مع الصرع أو بدونه، ويتضمن علاج الاكتئاب والصرع تحديد أفضل تركيبة وأقل جرعة ممكنة من الأدوية المضادة للنوبات ومضادات الاكتئاب للحفاظ على السيطرة على النوبات وتحسين الاكتئاب، كما يمكن أن يكون العلاج النفسي والتعليم والعلاج الأسري مفيدًا جدًا أيضًا. للسيطرة على أعراض الصرع النفسي الناتجة عن الإكتئاب.

اقرأ ايضا : ” ما هي أبرز ممنوعات مريض الصرع ؟  “

 

الصرع النفسي والاضطرابات المعرفية

أكثر الشكاوى المعرفية شيوعًا لدى البالغين هي الشعور بالتباطؤ العقلي  وضعف الذاكرة ومشاكل الانتباه، تعتبر مشاكل الذاكرة سمة مهمة للنوبات التي تنشأ من جزء واحد من الدماغ يسمى الفص الصدغي، غالبًا ما تظهر مشاكل الذاكرة قصيرة المدى, قد تم تشخيص الخرف أيضًا لدى بعض المرضى الذين يعانون من الصرع الذي لا يتم التحكم فيه بشكل جيد، يمكن أن تؤثر الأدوية التي تقلل من نوبات الصرع أيضًا على الذاكرة.

 

الصرع النفسي والقلق

يرتبط القلق بالصرع بطرق مختلفة، حيث يمكن أن يحدث القلق كرد فعل للتشخيص، أو أحد أعراض  الصرع النفسي ونوباته، أو حتى كأثر جانبي لبعض الأدوية المضادة للنوبات، وفي أغلب الأحيان ، يظهر القلق بعد تشخيص الصرع أو بعد النوبة الأولى ويمكن أن ينطوي على الخوف من حدوث حدث آخر.

 

قد يؤثر الشعور بالعزلة الاجتماعية أو الرفض بسبب الصرع على أعراض القلق، كما يمكن أن تلعب أسباب الصرع أيضًا دورًا في تطور القلق، وتعتبر أفضل طريقة لمعالجة هذه المشاكل تشمل العلاج النفسي والاستشارة  النفسية، والعلاج السلوكي، وفي بعض الحالات، الأدوية المضادة للقلق.

 

 

الصرع النفسي والمشاكل السلوكية

يؤثر الصرع على حياة المرضى المصابين بالنوبات والأسر لأنه يقيد الأنشطة ويفرض سلوكيات معينة، ويمكن أن يؤدي تناول الأدوية، وعدم القيادة ، والحفاظ على دورات النوم المنتظمة، والحد من تناول الكحول، وإجراء تغييرات أخرى في نمط الحياة إلى الشعور بفقدان الاستقلالية .

 

تتضمن العوامل المرتبطة بالمشكلات السلوكية لمرضى الصرع على ما يلي :

• الخوف.
• التوتر.
• الإحباط.
• الإحراج من الإصابة بنوبات.

 

قد لا تعمل مناطق الدماغ التي تتحكم في العواطف والسلوك بشكل صحيح بسبب الصرع، وأخيرًا ، يمكن للأدوية المضادة للنوبات أن تغير توازن المواد الكيميائية في الدماغ والتي قد تؤثر على سلوك المريض.

 

الصرع النفسي والآثار الجانبية للأدوية

يمكن أن تسبب العديد من الأدوية المضادة للنوبات إلى ظهور أعراض الصرع النفسي وأيضًا ظهور  تغيرات نفسية، فعلى سبيل المثال :

• ارتبطت الأدوية القديمة مثل الفينيتوين وكاربامازيبين والفينوباربيتال بصعوبات في الذاكرة.
• ارتبط التوبيراميت بصعوبات البحث عن الكلمات، ومع ذلك ، تميل هذه إلى أن تكون مرتبطة بجرعات عالية، ومن غير المرجح أن تسبب الأدوية الحديثة هذا النوع من الآثار الجانبية.
• يرتبط Levetiracetam بتغيرات في المزاج أو السلوك ويمكن أن يؤدي إلى تفاقم الحالات النفسية الأخرى.
• يمكن أن تكون بعض أدوية النوبات مفيدة ويمكن استخدامها كمثبتات للمزاج أيضًا (على سبيل المثال لاموتريجين ، كاربامازيبين ، حمض فالبرويك).، وتميل هذه الأدوية  إلى أن يكون لها تأثير إيجابي على الذاكرة والسلوك والقلق.
• كبار السن المصابون بالصرع هم أكثر عرضة للآثار الجانبية للأدوية المضادة للتشنج.

اقرأ ايضا : ” قائمة كاملة عن الأدوية الممنوعة لمرضى الصرع  “

 

 

الصرع النفسي والعلاجات غير الدوائية

عادة لا تسبب جراحة الصرع مشاكل نفسية، وبفضل تحسين السيطرة على النوبات وأعراض الصرع النفسي ، فإنها يمكن أن تساعد الذاكرة، والتحفيز العصبي هو أسلوب آخر يمكنه تحسين الحالة المزاجية ونوعية الحياة بمرور الوقت.

 

يجب إبلاغ مقدم الرعاية الأولية وطبيب  الأعصاب بجميع الأعراض النفسية والمعرفية وخاصة أعراض الصرع النفسي ، يمكن للمتخصصين في علم الأعصاب والطب النفسي وعلم النفس رعاية هذه المشكلات بشكل أفضل، كما يمكن أن تساعد إعادة تأهيل الذاكرة في المرضى الذين يعانون من الصرع ولديهم تغيرات معرفية كبيرة، كما يمكن أن يساعد التعليم والدعم الأشخاص الذين يعانون من النوبات والعائلات في التعرف على المرض وفهمه والتعامل مع التشخيص.

 

نصيحة الطبيب

يعاني الكثير من مرضى الصرع من أعراض الصرع النفسي الذي يكون السبب وراء حدوث نوباته هو سبب نفسي، لذلك إذا كنت تعاني من أعراض الصرع النفسي، فالأمر يحتاج إلى تشخيص سريع لتحديد السبب وراء هذه الأعراض وكذلك تحديد الخطة العلاجية المناسبة لحالة المريض.