علاج بروز عظام الجمجمة بالجراحة
بروز عظام الجمجمة أو تعظم الدروز الباكر هو تشوه خلقي في الجمجمة يحدث عندما تنغلق المفاصل الليفية بين عظام الجمجمة والتي تسمى الغرز القحفية قبل الأوان، نتيجة لهذا الإغلاق، يتطور لدى الطفل جمجمة بشكل غير طبيعي لأن العظام لا تتمدد بشكل طبيعي مع نمو الدماغ.
تظهر الحالة عادة في الطفولة كـ شكل غير طبيعي ولكن مميز للرأس، وفي بعض المرضى يكون هناك ملامح وجه غير طبيعية، وفي بعض الحالات، يكون نمو الجمجمة مقيدًا بما يكفي لإحداث ضغط متزايد في الرأس ويمكن أن يؤدي إلى الصداع أو مشاكل في الرؤية أو تأخر في النمو.
تعتمد شدة ونوع التشوه على نوع الغرز التي تغلق في الجمجمة، والنقطة في عملية التطور التي حدث فيها الإغلاق، شكل الجمجمة غير الطبيعي عند الولادة ليس دائمًا تعظم الدروز الباكر وقد يكون مرتبطًا بوضع رأس الجنين أو صدمة عند الولادة، الفرق هو أن هذه التشوهات عادة ما تصحح نفسها بنفسها، بينما يزداد تعظم الدروز الباكر أو بروز عظام الجمجمة سوءًا إذا تُرك دون علاج.
نظرة عامة عن الجمجمة
تنقسم عظام الجمجمة إلى قاعدة الجمجمة وقبو الجمجمة، إن نمو عظام الجمجمة مرتبط بشكل أساسي بالنمو المتزايد للدماغ، ينمو الدماغ بسرعة في الرحم وخلال السنوات الثلاث الأولى من الحياة، الرضيع الذي يولد لديه ما يقرب من 40 في المائة من حجم دماغه البالغ، ويزداد هذا إلى 80 في المائة بعمر ثلاث سنوات.
الرضع الناضجين لديهم عظام جمجمة جيدة التكوين مفصولة بشرائط من النسيج الضام والخيوط واليافوخ، تغلق الخيوط الجراحية واليافوخ في أوقات مختلفة، ويحدث إغلاق الخيط الناضج عند بلوغ سن 12 عامًا، ولكن يستمر في النمو حتى العقد الثالث من العمر وما بعده.
بروز عظام الجمجمة
بروز عظام الجمجمة أو تعظم الدروز الباكر هو اندماج مبكر لواحد أو أكثر من الغرز القحفية ويمكن أن يحدث كجزء من متلازمة أو كعيب خلقي لدى الرضيع، كان معدل انتشار تعظم الدروز الباكر يقدر بواحد لكل 1800 إلى 2200 ولادة، وفي مسح حديث 4 ، كان التقدير أعلى من ذلك.
في حالات تعظم الدروز الباكر يتأثر الدرز السهمي في 40 إلى 60 بالمائة من الحالات، ويتأثر الدرز الإكليلي في 20 إلى 30 بالمائة من الحالات، ويتأثر الخيط الحبيبي في أقل من 10 بالمائة من الحالات؛ وتعظم الدروز الباكر المتلازمي أقل شيوعًا بنسبة 20% .
تشخيص بروز عظام الجمجمة
عادةً ما يكون بروز عظام الجمجمة تعظم الدروز الباكر موجودًا عند الولادة، ولكن لا يتم تشخيصه دائمًا عندما يكون البروز خفيفًا، عادة ما يتم تشخيصه على أنه تشوه في الجمجمة في الأشهر القليلة الأولى من الحياة، ويعتمد التشخيص على الفحص البدني والدراسات الشعاعية، بما في ذلك التصوير الشعاعي البسيط والتصوير المقطعي المحوسب (CT).
شكل القبة هو سمة مميزة لـ بروز عظام الجمجمة ، ويعد التغلب على عظام الجمجمة البارزة أمرًا شائعًا خلال أول يومين إلى ثلاثة أيام من حياة الرضيع المولود عند الولادة وخلال أول أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من الحياة في الرضيع المولود قبل الأوان، يشير النتوء المستمر في خطوط الدرز في الجمجمة ذي الشكل غير الطبيعي إلى الإصابة بــ تعظم الدروز الباكر.
مضاعفات الإصابة بــ بروز عظام الجمجمة
تشمل المضاعفات الرئيسية المرتبطة ب بروز عظام الجمجمة أو تعظم الدروز الباكر غير المصحح وغير المعالج :
- زيادة الضغط داخل الجمجمة.
- عدم تناسق الوجه.
- عدم تناسق المدارات حول العين يؤدي إلى الحول.
- الضغط على العين مما يتسبب في مشكلات في الرؤية.
لتجنب مثل هذه المضاعفات يجب على بمجرد ملاحظة أي تغير في شكل الجمجمة أن يتم التوجه للطبيب وبدأ التشخيص والعلاج.
اقرأ ايضا : ” ما هي مضاعفات عملية فتح الجمجمة ؟ ”
علاج بروز عظام الجمجمة بالجراحة
تم إحراز تقدم كبير في العلاج الجراحي لـ تشوهات الجمجمة، في الحالات الأكثر تعقيدًا، هناك نهج جماعي يستخدم خبرة جراح أعصاب الأطفال وجراح الأعصاب، حيث تتضمن الجراحة تحرير الدرز المندمج وإعادة تشكيل الحاجب ومدارات العين والجمجمة حسب الحاجة.
الهدف من الجراحة هو تصحيح التشوهات التجميلية والسماح بالتوسع الطبيعي للدماغ داخل الجمجمة، يوصي معظم الخبراء بأن يخضع الأطفال لعملية جراحية تتراوح أعمارهم بين ثلاثة إلى ثمانية أشهر، حسب الحالة والعملية الجراحية.
يعد التدخل المبكر مفيدًا لعدة أسباب، بصرف النظر عن الوقاية من المزيد من التشوهات، حيث تكون العظام أكثر مرونة في هذا العمر، وإعادة نمو العظام أسرع وأكثر احتمالية، ويستفيد نمو الدماغ السريع من إعادة تشكيل الجمجمة.
كيف يتم إجراء جراحة بروز عظام الجمجمة
يتم إجراء الجراحة عن طريق شق فروة الرأس من الأذن إلى الأذن، وإزالة أو إعادة تشكيل الجزء المصاب من الجمجمة، ليس من غير المألوف الإفراط في تصحيح المنطقة المصابة لحساب النمو المستقبلي لبقية الجمجمة بعد الجراحة، في بعض الحالات يتم استخدام صفائح ومسامير صغيرة لتثبيت العظام في مكانها الصحيح، وغالبًا ما تكون مصنوعة من مواد تمتص بمرور الوقت بدلاً من المعدن، تستغرق الجراحة عادة ما بين ثلاث إلى سبع ساعات حسب الحالة.
يستخدم الشكل الأحدث الأقل توغلاً من الجراحة استئصال الخيط المصاب مع التنظير الداخلي أو بدونه، ولكنه خيار قابل للتطبيق فقط في حالات معينة من بروز عظام الجمجمة أو تعظم الدروز الباكر، العمر المفضل لهذه الجراحة هو 3 أشهر، ولكن يجب ألا يزيد عمر الرضيع عن 6 أشهر، للحصول على أفضل النتائج.
يتم إجراء التصحيح الجراحي من خلال شق أو شقين صغيرين في فروة الرأس يبلغ طول كل منهما شبرًا واحدًا باستخدام الشق المحدود وربما باستخدام المناظير، وتعتمد نقطة الشق على الخيوط المصابة، يتم فتح الخيط المصاب أو إزالته ويسمح للدماغ بالنمو بشكل طبيعي. يقل التورم وفقدان الدم بهذه الطريقة من الجراحة، بعد هذه العملية للحصول على أفضل النتائج يتم الاستعانة بالخوذة الطبية والتي يقوم المريض بارتدائها والتي تساعد على تصحيح شكل الجمجمة وتحسين التشوهات.
اقرأ ايضا : ” ما هي أسباب ظهور بروز في عظمة الجمجمة من الأمام عند الأطفال؟ ”
نصيحة الطبيب
بروز عظام الجمجمة قد يكون غير ملاحظ وهنا يمكن أن يختفي من تلقاء نفسه، ولكن إذا كان بروز عظام الجمجمة ملحوظ وواضح هنا يتطلب الأمر تدخل طبي سريع، سيساعد جراحي الأعصاب في اليام بالتشخيص السليم لــ بروز الجمجمة وكذلك تحديد العلاج الطبي المناسب سواء العلاج الجراحي أو الاكتفاء بارتداء الخوذة الطبية