ما هو الفرق بين الصرع النفسي والعضوي ؟
معرفة الفرق بين الصرع النفسي والعضوي من الأمور الهامة خاصة في مرحلة تشخيص الإصابة بمرض الصرع، فقد يكون سبب الصرع غير معروف أحيانًا، وتُظهر كافة الاختبارات والفحوصات على الدماغ أنه ليس هناك أي مشكلة عضوية يمكن أن تكون هي السبب وراء إصابة المريض بنوبات الصرع، وهنا يلجأ الأطباء إلى تشخيص الحالة المرضية بالإصابة بالصرع النفسي والذي يكون منشأه سبب نفسي, في هذا المقال سنقدم كافة المعلومات التي تساعدنا على معرفة الفرق بين الصرع النفسي والعضوي بشكل واضح.
الفرق بين الصرع النفسي والعضوي
الفرق بين الصرع النفسي والعضوي يتمثل في أن الصرع العضوي هو صرع ناتج عن نشاط كهربائي غير طبيعي يحدث في الدماغ، أما على الجانب الآخر الصرع النفسي هو لا ينتج عن نشاط كهربائي غير طبيعي في الدماغ، يشبه الصرع النفسي أو يحاكي أو يمكن أن يظهر ظاهريًا مثل نوبات الصرع العضوي، لكن هي نوبات سببها نفسي، تأتي نوبات الصرع النفسي في معظم الحالات من صراع نفسي أو إصابة المريض باضطراب نفسي أساسي، ولا يوجد سبب عضوي أو مادي معروف للإصابة بالصرع النفسي.
هناك عدد من الاضطرابات المختلفة قد تساهم في إصابة المريض بالصرع النفسي، كما تُلاحظ هذه الاضطرابات بشكل متكرر عند الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالصرع النفسي، ومن هذه الاضطرابات النفسية :
- تاريخ من اضطرابات المزاج
- القلق
- اضطرابات انفصامية
- تاريخ من الاعتداء الجسدي أو العاطفي أو الجنسي
- ضغوط الأسرة أو الصراع
- الذهان
- تقلبات الشخصية
- مشاكل الانتباه
- تعاطي المخدرات
- الاضطرابات السلوكية مثل الغضب والعدوانية .
بذلك نكون قد أوضحنا الفرق بين الصرع النفسي والعضوي ، في الفقرة التالي سنتعرف على كيفية تشخيص إصابة المريض بالصرع النفسي.
تشخيص الإصابة بالصرع النفسي
يمكن أن تحاكي نوبات الصرع النفسي نوبات الصرع العضوي، ولهذا السبب يتم تشخيص حالات الإصابة بالصرع النفسي بشكل شائع من قبل أطباء الصرع، و يتم التشخيص الدقيق عادةً سواء للصرع العضوي أو النفسي عن طريق مراقبة EEG (مخطط كهربية الدماغ) بالفيديو حيث من خلال هذا المخطط الكهربائي يتضح الفرق بين الصرع النفسي والعضوي ومن هنا يستطيع الطبيب بكل دقة تشخيص إصابة المريض بالصرع النفسي، لأن الصرع النفسي لا يظهر فيه مخطط كهربية الدماغ أي نشاط غير طبيعي في الدماغ.
يمكن أن يحتاج الطبيب لبعض الأمور الأخرى للتأكد من الإصابة بالصرع النفسي ومنها :
- التعرف على التاريخ الطبي والعصبي والنفسي الكامل
- سؤال أفراد الأسرة عن وصف النوبات التي يتعرض لها المريض.
- الاطلاع على نتائج الاختبارات التشخيصية مثل تصوير الدماغ، فحص الدم، مخطط كهربية الدماغ، فحص القلب.
- التعرف على مدى استجابة المريض للعلاج بالأدوية المضادة للنوبات
كانت هذه أهم طرق التشخيص لمرضى الصرع النفسي وهي نفسها نفس طرق التشخيص التي يتم استخدامها لتشخيص مرضى الصرع العضوي أيضًا، ومن الضروري مراجعة الطبيب بمجرد ملاحظة أعراض تشبه النوبات وذلك للحصول على تشخيص سريع وتلقي العلاج الصحيح, في الفقرة التالية سنناقش أهم خيارات علاج الصرع النفسي وذلك بعد أن تعرفنا على الفرق بين الصرع النفسي والعضوي وكذلك التعرف على طرق تشخيص الإصابة بالصرع النفسي.
كيف يتم علاج الصرع النفسي
بعد توضيح الفرق بين الصرع النفسي والعضوي من حيث التشخيص، سنوضح الفرق بين الصرع النفسي والعضوي من حيث العلاج، يركز علاج الصرع النفسي بشكل كبير على معالجة المشكلة النفسية الأساسية أو الاضطراب النفسي المسبب للنوبات، لن يستجيب المريض المصاب بـالصرع النفسي للعلاج بالأدوية المضادة للنوبات، على عكس الحال مع الصرع العضوي، كما يمكن أن تؤدي الأدوية المضادة للصرع التي تسبب أعراضًا نفسية إلى تفاقم أعراض الصرع النفسي.
في بعض الأحيان، لا توجد أدوية ثبت فعاليتها في علاج نوبات الصرع النفسي، أما بالنسبة لبعض للمرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية أخرى و الصرع النفسي معًا، يمكن إعطاء الأدوية لعلاج المشكلة النفسية، وبمجرد تحديد الفرق بين الصرع النفسي والعضوي والوصول إلى تشخيص الإصابة بالصرع النفسي، عادة ما يتضمن العلاج فريقًا متعدد التخصصات يتضمن طبيب الأعصاب وطبيب نفسي وطبيب الرعاية الأولية.
هناك عدة أنواع مختلفة من العلاج النفسي يمكن استخدامها لعلاج مريض الصرع النفسي، سيقرر فريق العلاج الخاص بالمريض الاختيار الصحيح بناءً على تاريخه المرضي والأعراض التي يعاني منها، وتشمل هذه الأنواع المختلفة من العلاج ما يلي :
-
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
هذا نوع شائع من العلاج النفسي يستخدم لعلاج أنواع مختلفة من الاضطرابات النفسية بما في ذلك الصرع النفسي، ويمكن استخدام العلاج المعرفي السلوكي بمفرده أو بالاشتراك مع علاجات أخرى، وغالبًا ما يستخدم العلاج المعرفي السلوكي لعلاج الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة، والذي غالبًا ما يصاحب الاضطرابات النفسية العصبية التي تنتج عنها نوبات الصرع النفسي.
يعتبر العلاج المعرفي السلوكي أداة لمساعدة أي مريض على تعلم كيفية إدارة مواقف الحياة المجهدة بشكل أفضل، كما يساعد العلاج المعرفي السلوكي الأشخاص على تعلم المهارات التي يمكنهم استخدامها لتغيير أفكارهم وسلوكياتهم المتعلقة بأعراض ونوبات الصرع النفسي.
-
العلاج النفسي الشخصي والديناميكي النفسي
يتضمن العلاج الشخصي والديناميكي النفسي العمل مع معالج للتحدث عن صراعات عاطفية يمكن أن تؤدي إلى نوبات الصرع النفسي، باستخدام هذا النوع من العلاج قد يحسن المريض العلاقات والأداء الاجتماعي ويقلل من ضغوطه العاطفية اليومية، ومن خلال تقليل الضغوط العاطفية، قد يكون المريض أقل عرضة للإصابة بنوبات الصرع النفسي.
-
العلاج النفسي القائم على اليقظة
يتضمن علاج اليقظة عمومًا جلسات جماعية حيث يتعلم المريض تقنيات التأمل والمبادئ الأساسية للإدراك مثل التفكير والفهم، ويعالج هذا العلاج العلاقة بين الطريقة التي يفكر بها المريض والطريقة التي يشعر بها، هذا العلاج أيضًا سيساعد المريض على الابتعاد عن أنماط التفكير والسلوكيات السلبية ، بما في ذلك تلك التي قد تؤدي إلى نوبات الصرع النفسي.
-
العلاج الأسري
يمكن استخدام العلاج الأسري كعلاج إضافي لعائلات الأطفال أو المراهقين المصابين بـ نوبات الصرع النفسي، حيث يمكن أن يساعد العلاج الأسري الأسرة في كيفية احتواء المريض وكيفية التعامل السليم معه، كما يتم تقديم المشورة المنفصلة مع الأسرة حتى تتمكن من تعلم التعرف على محفزات نوبات الصرع النفسي، واستراتيجيات المواجهة، وطرق مساعدة المرضى على تحسين وإدارة الأعراض في المنزل والمدرسة وفي البيئات الاجتماعية.
مما سبق يتضح الفرق بين الصرع النفسي والعضوي من حيث العلاج، فيعتمد علاج الصرع العضوي فقط على الأدوية بشكل كبير وبعض الجراحات، ولكن يعتمد علاج الصرع النفسي بشكل أساسي ووحيد على تقنيات العلاج النفسي المختلفة.
اقرأ ايضا : ” أعراض الصرع عند الاطفال وكيف يمكن علاجها ؟ ”
نصائح هامة تساعد في السيطرة على نوبات الصرع النفسي
- اجعل نظامًا غذائيًا صحيًا ووجبات منتظمة جزءًا من روتينك اليومي.
- محاولة القيام بالتمارين المنتظمة يوميًا.
- يجب التأكد من الحصول على العدد المطلوب من ساعات النوم الجيد.
- البقاء على اتصال مع العائلة والأصدقاء.
- البقاء على اتصال مع طبيب الأعصاب الخاص
نصيحة الطبيب
الفرق بين الصرع النفسي والعضوي ليس فقط في التعريف ولكن الفرق في التشخيص وكذلك في طرق العلاج، لذلك نوصي بضرورة مراجعة الطبيب إذا كنت تعاني من أعراض نوبات حتى يتم التشخيص وتحديد الإصابة سواء بالصرع النفسي أو الصرع العضوي وبدء تلقي العلاج الصحيح، فبدون إدراك الفرق بين الصرع العضوي والنفسي يمكن أن يتم وصف علاجات غير مناسبة تسبب تفاقم في الأعراض.