ما هو مرض الصرع و وما هي أسبابه ؟
ما هو مرض الصرع ؟ الصرع هو حالة دماغية طويلة الأمد حيث يعاني المريض من نوبات متكررة أحيانا كثيرة تكون نوبات تشنجية، ويُعتقد أنه يؤثر على حوالي 3 من كل 100 شخص، ولا تعتبر الإصابة بنوبة صرع واحدة أن المريض مصاب بالصرع فعليًا، فحوالي نصف الأشخاص الذين أصيبوا بنوبة واحدة لا يعانون من نوبة أخرى، فـ الصرع ليس حالة واحدة، وهناك مجموعة من الحالات المختلفة التي يمكن أن تسبب النوبات، وعادة ما تستمر نوبات الصرع من 1 إلى 3 دقائق، إذا أصيب المريض بنوبة استمرت لأكثر من 5 دقائق، فلا يجب التردد في طلب الرعاية الطبية الفورية, في هذا المقال سنسلط الضوء على المعلومات المتعلقة بــ ما هو مرض الصرع وما هي أسبابه وأعراضه وكذلك ما هي طرق علاجه.
ما هو مرض الصرع
الصرع ، الذي يُشار إليه أحيانًا باسم “اضطراب النوبة، هو مجموعة متنوعة من الاضطرابات العصبية ذات الأنواع والشدة المختلفة التي تتميز بنوبات متكررة، عندما يصاب المريض بنوبتين أو أكثر يفصل بينهما أكثر من أربع وعشرين ساعة والتي لم تحدث بسبب أحداث معينة مثل السكتة الدماغية أو إصابة الدماغ أو العدوى أو الحمى أو تقلبات السكر في الدم، فإنه يُعتبر مصابًا بالصرع.
يمكن أيضًا تشخيص إصابة المريض بالصرع إذا كان لديه نوبة أو أكثر من النوبات غير المستثارة واحتمال حدوث نوبات في المستقبل, تعرفنا فيما سبق عن الإجابة عن السؤال حول ما هو مرض الصرع ، سنتطرق الآن إلى سؤال آخر وهو ما الذي يسبب نوبات الصرع، تابع الإجابة في الفقرة التالية.
ما الذي يسبب نوبات الصرع
في حين أن الأسباب الدقيقة للصرع متنوعة وغير معروفة تمامًا، فإن الصرع والنوبات بشكل عام تنجم عن إشارات غير طبيعية من الخلايا العصبية في الدماغ، يمكن أن يكون سبب الإصابة بالصرع وراثيًا، بمعنى أنه نتيجة طفرات في جينات المريض، أو يمكن اكتساب الإصابة به من خلال أحداث مثل الإصابة الجسدية أو العدوى، 1 في 40٪ من حالات الصرع في جميع أنحاء العالم، يكون سبب الإصابة بالصرع مجهول، مما يعني أنه غير معروف.
تتضمن بعض الأسباب الكامنة وراء الصرع المكتسب ما يلي :
- تشوهات بنية الدماغ
- صدمة الرأس
- الأمراض المعدية
- السكتة الدماغية
- الإصابة بالأورام
تلك هي الإجابة على ما هي أسباب الإصابة بالصرع، وسبق وقدمنا إجابة مفصلة عن ما هو مرض الصرع ، ولكن ما مدى انتشار الصرع.
اقرأ ايضا : ” ما هي أول علامات الصرع عند الأطفال ؟ ”
ما مدى انتشار الصرع
- سيصاب 1 من كل 26 مريضًا بالصرع في حياتهم.
- يقدر أن 65 مليون مريض في جميع أنحاء العالم يعانون حاليًا من الصرع.
- كل عام يتم تشخيص أكثر من 150000 مريض بالصرع.
- يقدر أن 470.000 طفل يعانون من الصرع، ويتم تشخيص إصابة طفل واحد تقريبًا من بين كل 150 طفلًا بالصرع.
- يؤثر الصرع على الأشخاص أكثر من التصلب المتعدد والشلل الدماغي ومرض باركنسون والتصلب الجانبي الضموري مجتمعين
الصرع والعمر
يمكن أن يحدث الصرع والنوبات المرضية لأي شخص وفي أي عمر، بغض النظر عن السن أو الجنس؛ ومع ذلك، فإن وجود بعض الخصائص التالية قد يعرض المريض لخطر الإصابة بالصرع بشكل أكبر والتي من أهمها العمر، بينما يمكن أن يحدث الصرع والنوبات المرضية لأي شخص في أي عمر، فإن الحالات الجديدة أكثر شيوعًا عند الأطفال، خاصة في سنوات حياتهم الأولى، يقل حدوث الصرع بعد الطفولة ولكنه يزداد مرة أخرى عند كبار السن خاصة من هم فوق 60 عامًا.
الرضع في السنة الأولى من حياتهم معرضون لنوبات الصرع لأن أدمغتهم تتطور بسرعة، مع نمو الخلايا العصبية وإجراء اتصالات جديدة طوال الوقت، بالنسبة للعديد من الأطفال، تتطور أدمغتهم دون انقطاع، بالنسبة للآخرين، قد يعانون من اضطرابات قد تسبب الصرع، قد يشمل ذلك صدمة في الرأس أو طفرة جينية أو عدوى فيروسية أثناء الولادة.
قد يكون من الصعب تشخيص نوبات حديثي الولادة وهي نوبات الصرع خلال الأسابيع الأربعة الأولى من حياة الطفل لأنها دقيقة وتشبه الحركات الطبيعية للطفل، أو لأن بعض الأطباء ليس لديهم تدريب متخصص في الصرع، ولكن يمكن لطبيب أعصاب الأطفال المساعدة في تشخيص نوبات حديثي الولادة وتحديد سببها.
على الرغم من أن معدل الإصابة يبدأ في الانخفاض مع استمرار نمو دماغ الرضيع، فإن الأطفال الصغار والأطفال الصغار يصابون أيضًا بالصرع، والأكثر شيوعًا، تكون هذه الفئة العمرية عرضة لنوبات الحمى وهي النوبات المصاحبة للحمى ولكن يمكن أن يتطور الصرع أيضًا من الاضطرابات الوراثية، والتهابات الجهاز العصبي المركزي (CNS)، واضطرابات النمو، وصدمات الرأس.
ينخفض معدل الإصابة بالصرع خلال فترة المراهقة، والبالغين، وسنوات منتصف العمر، ولكنه يرتفع مرة أخرى عند البالغين الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا فما فوق، في هذه الفئة العمرية، يمكن أن يرتبط الصرع بالسكتات الدماغية ومرض الزهايمر وصدمات الرأس وأورام الدماغ من بين أمور أخرى.
كيف يتم تشخيص الصرع وعلاجه
ليس فقط يتساءل الأشخاص عن ما هو مرض الصرع ، فالسؤال الأهم والأكثر شيوعًا كيف يتم تشخيصه وعلاجه، لتشخيص الصرع، يجري الأطباء المتخصصين اختبارات للكشف عن التشوهات في الموجات الدماغية للمريض، يمكن أن تكشف الاختبارات أيضًا عن نشاط النوبة، بما في ذلك مكان بدء النوبة في الدماغ.
الاختبار التشخيصي الأكثر شيوعًا للصرع هو مخطط كهربية الدماغ، ولكن يمكن أيضًا استخدام فحوصات الدماغ الأخرى مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، اعتمادًا على نوبة المريض أو نوع الصرع (أو كليهما)، ولتحديد ما إذا كان المريض يعاني مصابًا بالصرع، يقارن مقدم الرعاية الصحية نتائج اختباراته بالإرشادات والمعايير التي وضعتها الرابطة الدولية لمكافحة الصرع (ILAE).
اقرأ ايضا : ” كيفية التعامل مع مريض الصرع أثناء النوبة ؟ “
علاجات مرض الصرع
يتم وصف العلاج للمرضى بناءً على نوع أو أنواع النوبات التي يمرون بها، تتوفر مجموعة متنوعة من العلاجات، بما في ذلك الأدوية وتغيير النظام الغذائي والأجهزة والجراحة، في حين أن الهدف من علاجات الصرع واضح ومباشر وهو الحد من حدوث نوبات وتقليل الآثار الجانبية، مما قد يتطلب إيجاد خطة العلاج الصحيحة عن طريق التجربة والخطأ.
عادةً ما يبدأ الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالصرع حديثًا بتناول دواء عن طريق الفم مناسب لتشخيصهم، إذا لم يوقف العلاج الدوائي الأول نوباته أو يحد من حدوثها، فسيعمل طبيب الأعصاب مع المريض لتجربة أدوية أخرى، أو مزيج منها، بالإضافة إلى تقييم ما إذا كان مرشحًا محتملاً للجراحة.
في حين أن هناك العديد من الأدوية والأجهزة الطبية والخيارات الجراحية لعلاج الصرع، لا توجد حاليًا علاجات معروفة للصرع، ومع ذلك، ساعدتنا التطورات المذهلة في البحث على فهم الآليات التي تسبب النوبات بشكل أفضل من أي مرحلة أخرى مضت، لهذا السبب يتم الاستمرار في البحث عن ما هو مرض الصرع لفهم الأسباب الكامنة وراء الصرع، حتى نتمكن من علاجها.
نصيحة الطبيب
لا يفهم الكثير من المرضى ما هو مرض الصرع ولذلك يمكن أن يعاني الشخص من نوبات متكررة دون الاهتمام بالتشخيص والعلاج، مما قد ينتج عنه الكثير من المضاعفات والمخاطر للمريض، لذلك نوصي بضرورة الحصول على تشخيص طبي سريع لمن لديه أعراض نوبات متكررة، لبدء خطة العلاج ومحاولة تقليل حدوث نوبات الصرع وبالتالي تقليل مضاعفاته ومخاطره.