أعراض الصرع عند الاطفال وكيف يمكن علاجها ؟
أعراض الصرع عند الاطفال يتم الخلط بينها وبين حالات مرضية أخرى، يمكن أن يبدأ الصرع في أي وقت من الحياة، ولكن يتم تشخيصه بشكل أكثر شيوعًا عند الأطفال والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا ويتغلب بعض الأطفال المصابين بالصرع على نوباتهم عندما يكبرون في العمر، بينما قد يعاني البعض الآخر من نوبات تستمر حتى مرحلة البلوغ, على الرغم من أن الصرع يختلف من شخص لآخر، لكن يعاني العديد من الأطفال المصابين بالصرع من نوبات تستجيب جيدًا للأدوية، ويتمتعون بطفولة طبيعية ونشطة, في هذا المقال سنتعرف على أبرز أعراض الصرع عند الاطفال وكيف يمكن السيطرة على نوبات الصرع لدى الأطفال .
الصرع عند الاطفال
لا يتم التعرف دائمًا على نوبات الصرع عند الأطفال عند حدوثها لأول مرة، وغالبًا ما يعتقد الأشخاص أن النوبات تشنج، لكن بعض النوبات يمكن أن تكون دقيقة حيث يعاني الطفل من نوبات قصيرة من فقدان الوعي والاستجابة, علاوة على ذلك ، هناك العديد من النوبات التي لا يكون السبب الرئيسي لها هو الصرع وهي نوبات تحاكي أو تتشابه مع نوبات الصرع، هذا يمكن أن يجعل التشخيص لإصابة الطفل بالصرع معقدًا في بعض الأحيان.
ومن أبرز الحالات التي يمكن الخلط بينها وبين نوبات الصرع هي :
- نوبات إغماء
- هزات النوم العادية
- احلام اليقظة
- مشكلات الصحة العقلية.
أسباب الصرع عند الأطفال
قبل الحديث أعراض الصرع عند الاطفال ، دعونا نتعرف أولًا على أبرز أسباب الإصابة بالصرع لدى الأطفال، فقد يكون الصرع ناتجًا عن حالة طبية أو إصابة تؤثر على الدماغ، أو قد يكون السبب غير معروف.
تشمل الأسباب الشائعة للصرع عند الأطفال ما يلي :
- تعرض الطفل لإصابات في الدماغ
- تلف أو تندب بعد التهابات الدماغ
- العيوب الخلقية التي تصيب دماغ الطفل
- إصابة الدماغ التي تحدث أثناء الولادة أو بالقرب منها
- وجود ورم دماغي حميد، غالبًا ما يكون صغيرًا جدًا
- إصابة الطفل بأمراض أخرى تتلف أو تدمر أنسجة المخ
يجب الانتباه النوبة الحموية هي تشنج يصيب الطفل بسبب الحمى أو ارتفاع درجة حرارة الجسم في معظم الأحيان، ولا تعتبر النوبة الحموية علامة على إصابة الطفل بالصرع, كانت هذه أبرز أسلاب إصابة الأطفال بمرض الصرع ونوباته وفي الفقرة التالية سنتحدث بشكل مفصل عن أعراض الصرع عند الاطفال
أعراض الصرع عند الاطفال حسب نوع النوبة
تختلف الأعراض من طفل لآخر، فقد يحدق بعض الأطفال ببساطة، وقد يهتز الآخرون بعنف ويفقدون الوعي، وقد تعتمد حركات النوبة أو أعراضها على الجزء المصاب من الدماغ، ويمكن للطبيب توضيح المزيد عن نوع النوبة التي قد يعاني منها الطفل :
-
صرع الطفولة (CAE)
تبدأ هذه النوبات عادة بين سن 2 إلى 12، نوبات الغياب قصيرة جدًا، سيتوقف الطفل فجأة عما يفعله ويحدق بهدوء، يمكن أن تحدث هذه النوبات عدة مرات في اليوم، وعادة ما يتم التحكم فيها جيدًا بالأدوية، وتتوقف عند البلوغ
-
صرع مستمر (JAE)
تبدأ هذه النوبات عادةً بين سن 8 إلى 20 عامًا، وتشبه النوبات نوبات صرع CAE ولكنها قد تكون أطول ويمكن أن تشمل حركات مثل رفرفة الجفن أو المضغ، ويعاني ما يصل إلى 80٪ من الأطفال المصابين بهذا النوع من الصرع أيضًا من نوبات توترية ويمكن السيطرة على النوبات بشكل جيد بالأدوية، لكن هذه المتلازمة تستمر مدى الحياة
-
الصرع الرولاندي الحميد (BECTS)
هذا النوع بدايته تكون من 1 إلى 14 سنة، غالبًا ما تكون النوبات بؤرية وتتضمن ارتعاشًا أو تنميلًا أو وخزًا في وجه الطفل أو لسانه، وقد تتداخل مع الكلام وتسبب سيلان اللعاب، في بعض الأحيان يمكن أن تتطور إلى نوبة توترية، وتحدث النوبات عادةً في المراحل المبكرة من النوم، والأدوية ليست دائما مطلوبة في هذا النوع، ويزول هذا النوع من الصرع في سن 15 عامًا تقريبًا.
-
صرع رمعي الأحداث (JME)
يمكن تشخيص هذه المتلازمة في أي مكان بين 8 و 25 عامًا وتميل إلى الانتشار في العائلات، يبدأ عادةً بنوبات الرمع العضلي التي تحدث بعد الاستيقاظ بفترة وجيزة إما في الصباح أو من قيلولة، إنها هزات عضلية مفاجئة في كلا الذراعين، وحيانًا تكون هذه الحركات عشوائية وتجعل المريض عرضة لإسقاط الأشياء، ويمكن أن تحدث النوبات التوترية الارتجاجية أيضًا، ويمكن السيطرة على النوبات بشكل جيد عن طريق الأدوية وتغيير نمط الحياة.
-
صرع الفص الصدغي (TLE)
يمكن أن يبدأ هذا النوع من الصرع في أي عمر، هذا النوع ينطوي على نوبات مع أو بدون إضعاف الوعي، وغالبًا ما تكون النوبات غير عادية وتنطوي على الارتباك وتغيير السلوكيات أو العواطف، وقد تتطور النوبات أحيانًا إلى نوبات توترية رمعية.
-
صرع الفص الجبهي (FLE)
يمكن أن يبدأ هذا النوع من الصرع البؤري في أي عمر أيضًا، وينطوي هذا النوع على نوبات مع أو بدون إضعاف الوعي، وغالبًا ما تكون النوبات غير عادية وقد تشمل نشاطًا حركيًا (جسديًا) قويًا أو عواطف، ويمكن الخلط بين صرع الفص الجبهي والسلوكيات أو الاضطرابات النفسية أو اضطرابات النوم مثل الباراسومنيا أو الذعر الليلي، وقد يحتاج الطفل إلى مراقبة مطولة لإجراء التشخيص, بعد التعرف على أنواع نوبات الصرع عند الأطفال، سنتعرف في الفقرة التالية على أبرز أعراض الصرع عند الاطفال.
اقرأ ايضا : ” العلاقة بين مرض الصرع والزواج والمخاطر المحتملة “
كيفية تشخيص الصرع عند الأطفال
بمجرد ظهور أعراض الصرع عند الاطفال سيطلب الطبيب مخطط كهربية الدماغ (EEG) للتحقق من النشاط الكهربائي في دماغ الطفل، ويُظهر هذا الاختبار غالبًا أي نشاط كهربائي غير طبيعي في الدماغ، في بعض الحالات، يُظهر الاختبار منطقة في الدماغ حيث تبدأ النوبات، وقد يبدو الدماغ طبيعيًا خلال المخطط الكهربائي بعد النوبة أو بين النوبات.
لتشخيص الصرع عند الأطفال، قد يحتاج الطفل إلى :
- ارتداء جهاز تسجيل مخطط كهربية الدماغ (EEG) لبضعة أيام خلال الأنشطة اليومية
- البقاء في المستشفى حيث يمكن مشاهدة نشاط الدماغ على كاميرات الفيديو (فيديو EEG)
قد يطلب الطبيب أيضًا اختبارات أخرى، بما في ذلك :
- كيمياء الدم
- سكر الدم
- تعداد الدم الكامل (CBC)
- اختبارات وظائف الكلى
- اختبارات وظائف الكبد
- البزل القطني (البزل الشوكي)
- اختبارات الأمراض المعدية
غالبًا ما يتم إجراء فحص الرأس بالتصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي للعثور على سبب وموقع المشكلة في دماغ الطفل, وسنتعرف في الفقرة التالية علي كيفية علاج أعراض الصرع عند الاطفال.
كيفية علاج أعراض الصرع عند الاطفال
- يشمل علاج أعراض الصرع عند الاطفال العلاج بالأدوية وتغيير نمط الحياة وفي بعض الحالات الجراحة، ويتم تحديد العلاج المناسب بناءً على نوع الصرع، فإذا كان صرع الطفل ناتجًا عن ورم أو أوعية دموية غير طبيعية أو نزيف في المخ، فقد تكون هناك حاجة لعملية جراحية.
- أما العلاج الدوائي فيتضمن مضادات الاختلاج أو الأدوية المضادة للصرع ويساعد على منع النوبات، وقد تقلل هذه من عدد النوبات المستقبلية وتؤخذ هذه الأدوية عن طريق الفم، ويعتمد نوع الدواء الموصوف على نوع النوبة التي يعاني منها الطفل، ويجب التأكد دائمًا من أن الطفل يأخذ الدواء في الوقت المحدد، فيمكن أن يؤدي تفويت جرعة ما إلى إصابة الطفل بنوبة صرع.
- علاج الصرع عند الأطفال يمكن أن يتم عن طريق تغيير نمط الحياة، فغالبًا ما يكون الصرع مرضًا مزمنًا يستمر مدى الحياة، ولذلك يجب الالتزام بنظام حياة صحي ويشمل تناول الأدوية كما هو موصوف من قبل الطبيب وبقاء الطفل بأمان ، مثل عدم السباحة بمفرده ، وتهيئة المنزل لحماية الطفل من السقوط ، وما إلى ذلك .
طبيب الأعصاب أو إخصائي الصرع هو من يحدد علاج أعراض الصرع عند الاطفال المناسب لكل حالة دون الأخرى، فالعلاج الذي يناسب طفل يمكن أن لا يناسب الآخر وذلك على حسب نوع الصرع المصاب به الطفل.
اقرأ ايضا: جراحة الصرع: الأنواع والمخاطر والنتائج المتوقعة
نصيحة الطبيب
تشخيص إصابة الطفل بمرض الصرع يحتاج إلى المزيد من الفحص والتشخيص ولذلك، نوصي بزيارة الطبيب على الفور عند ملاحظة واحدة أو أكثر من أعراض الصرع عند الاطفال، سيساعد ذلك على الحصول على تشخيص سليم وعلاج سريع وفعال، مما سيؤدي إلى السيطرة الكاملة على نوبات الصرع.