أعراض هجمة التصلب اللويحي تحدث من الحين للآخر للمريض وتعيق قدرته على ممارسة حياته بشكل طبيعي، التصلب اللويحي (MS) هو مرض التهابي يصيب الجهاز العصبي المركزي،  نتيجة لرد فعل الجسم ضد الخلايا العصبية الخاصة به، يتم تدمير غمد الميالين، والذي عادة ما يكون طبقة واقية تشمل المسالك العصبية وتحسن قابليتها للتوصيل، لا يزال سبب رد الفعل المناعي الذاتي هذا غير معروف.

 

نظرًا لأن تلف الأعصاب يمكن أن يحدث في أجزاء مختلفة من الدماغ والحبل الشوكي، فإن أعراض هجمة التصلب اللويحي معقدة ومتشابهة لبعض الحالات المرضية الأخرى، وهكذا يسمى التصلب المتعدد أيضًا بالمرض الذي له ألف وجه، وعلى الرغم من أن مرض التصلب العصبي اللويحي لا يزال غير قابل للشفاء ، إلا أن هناك الآن أدوية يمكن أن تقلل من نشاط المرض وتخفيف مسار المرض.

 

هجمة التصلب اللويحي 

يعاني مرضى التصلب اللويحي من أوقات تتفاقم فيها أعراض المرض أو تظهر أعراض جديد مؤلمة للغاية، وتسمى هذه الحالة بهجمة المرض أو النوبة، حيث يشعر فيها المريض ببعض الأعراض التي تسمى أعراض هجمة التصلب اللويحي والتي في الغالب تؤثر بشكل مباشر على قدرة المريض على التعايش بشكل طبيعي.

 

سبب هجمة التصلب اللويحي

• لا يزال سبب هجمة مرض التصلب العصبي اللويحي غير معروف، تشير العديد من النتائج إلى أن مرض التصلب العصبي المتعدد هو أحد أمراض المناعة الذاتية حيث تهاجم الخلايا المناعية للجسم الدماغ والحبل الشوكي.
• أظهرت الأبحاث أن العوامل الوراثية تلعب دورًا في سبب المرض وظهور أعراض هجمة التصلب اللويحي.
• بينما تم تحديد العوامل البيئية أيضًا كمحفز.
• عوامل المرض المختلفة، وخاصة الفيروسات والبكتيريا مثل فيروس ابشتاين بار من مجموعة فيروسات الهربس يشتبه في أنها تسبب مرض التصلب العصبي اللويحي، يُفترض أن الخلايا المناعية التي تتفاعل مع عامل المرض متورطة في تفاعل متقاطع مع البروتينات في الدماغ وبالتالي تهاجم عن طريق الخطأ أنسجة المخ نفسها، وحتى الآن، لم يكن من الممكن تحديد أي فيروس أو بكتيريا محددة على أنها “عامل مرض التصلب العصبي المتعدد”.
• نمط الحياة والتوزيع بين الجنسين، يبدو أن أسلوب الحياة والتغذية يلعبان أيضًا دورًا في تفشي المرض، على سبيل المثال، يكون خطر الإصابة بمرض التصلب العصبي اللويحي أعلى بمقدار 1.5 مرة لدى المدخنين منه لدى غير المدخنين. 
• ومن المثير للاهتمام أن النساء أكثر من الرجال يعانين من مرض التصلب العصبي اللويحي.

 

كانت هذه أبرز أسباب ظهور اعراض هجمة التصلب اللويحي ، في الفقرة التالية سنتعرف على أبرز هذه الأعراض.

 

 

 

أعراض هجمة التصلب اللويحي

باعتباره اضطرابًا التهابيًا تتأثر فيه جميع هياكل الجهاز العصبي، فإن أعراض هجمة التصلب اللويحي  متنوعة تمامًا وتختلف أثناء مسار المرض، تحدث عادة هذه الأعراض  أثناء النوبة أو الهجمة، ويستمر الهجوم لمدة 24 ساعة على الأقل، غالبًا ما تكون الأعراض الأولى  لهجمة التصلب اللويحي هي الاضطرابات البصرية أو الاضطرابات الحسية مثل التنميل الجزئي أو الألم.

 

إذا تأثر النظام الحركي، سيحدث بعض الشلل للمريض، أما عن  الأعراض الأخرى فهي تشمل  اضطرابات في تنسيق الحركة والتعب والقيود في الأداء العقلي على سبيل المثال مشاكل في التثبيط أو التركيز وكذلك قد يعاني المريض من الاضطرابات النفسية.

 

إذا كان الجهاز العصبي الخضري متورطًا أثناء هجوم مرض التصلب العصبي المتعدد، فقد يفقد المرضى السيطرة على وظائف المثانة أو الأمعاء، وقد تحدث أيضًا اضطرابات في الوظائف الجنسية, مما سبق يتضح أن مريض التصلب العصبي المتعدد يعاني  خلال فترة المرض بأكملها في أغلب الأحيان من التعب واضطرابات في وظائف المثانة والشلل، وأن أعراض هجمة التصلب اللويحي ليست واحدة عند جميع المرضى، فهي تتفاوت على حسب درجة المرض وشدته والأعصاب التي يهاجمها المرض نفسه.

اقرأ ايضا : ” ما هي أبرز أعراض التصلب اللويحي عند النساء ؟  “

 

كيف يمكن تشخيص أعراض هجمة التصلب اللويحي

يعتمد التشخيص النهائي لهجمة مرض التصلب المتعدد على التصوير بالرنين المغناطيسي كإجراء أولي، يتم إجراء التشخيص المشتبه به لمرض التصلب العصبي المتعدد على أساس أوصاف المريض والأعراض التي يعاني منها بالإضافة إلى الفحص البدني الذي يتم فيه تحديد أوجه القصور النموذجية.

 

أداة التشخيص في المرحلة المبكرة من المرض كما ذكرنا هي التصوير المقطعي بالرنين المغناطيسي، في المرحلة المبكرة من التشخيص، من الضروري استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، وهي طريقة يتم فيها صنع صور ذات طبقات للدماغ والحبل الشوكي، باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، ويمكن أيضًا استبعاد التشخيصات الأخرى التي يمكن أن تسبب أعراضًا مماثلة.

 

لتشخيص مرض التصلب العصبي المتعدد وهجماته، من الضروري أيضًا إجراء الفحص الكيميائي المخبري للسائل النخاعي (CSF)، قد تكون الاختبارات الفيزيولوجية الكهربية ، المسماة بالجهود المستثارة، مفيدة أيضًا في الكشف عن الأضرار التي لحقت بالدماغ أو النخاع الشوكي، لاستبعاد التصلب المتعدد أو تمييزه بوضوح عن الاضطرابات الأخرى، يتم إجراء المزيد من اختبارات الدم, بشكل عام، يتطلب تشخيص  هجمة التصلب اللويحي دائمًا عدة مكونات تشخيصية فالتصوير بالرنين المغناطيسي وحده لا يكفي.

 

 

علاج أعراض هجمة التصلب اللويحي

التصلب اللويحي وهجماته غير قابل للشفاء في الوقت الحاضر ولكن  قدم أطباء الأعصاب نموذجًا علاجيًا من ثلاث خطوات، مع مراعاة دورة المرض المحددة :

• علاج النوبة الحادة
• العلاج المعدل المرض
• علاج الأعراض

 

• علاج النوبة الحادة

يستخدم الأطباء أدوية الكورتيزون لعلاج اعراض هجمة التصلب اللويحي الحادة،  الكورتيزون مضاد للالتهابات وله تأثير إيجابي على التهدئة السريعة للأعراض، عادة ما يتم تطبيقه عن طريق الوريد، إذا لم يتم تحقيق التأثيرات المرغوبة ، يمكن أيضًا معالجة النوبة الحادة المعوقة عن طريق فصادة البلازما أو تبادل البلازما.

 

• العلاج المعدل للمرض

تُستخدم العديد من الأدوية المُعدلة للمرض في علاج مرض التصلب العصبي المتعدد، كعلاج لــ أعراض هجمة التصلب اللويحي الخفيفة والمتوسطة، عادة ما يتم وصف إنترفيرون بيتا، أسيتات جلاتيرامر، تيريفلونوميد أو داي ميثيل فومارات، يمكن لهذه الأدوية أن تمنع النوبات ومن المرجح أن يكون لها أيضًا تأثير إيجابي طويل المدى على مسار المرض.

 

 تؤثر الأدوية الأخرى مثل ناتاليزوماب أو فينجوليمود أو ألمتوزوماب أو ميتوكسانترون على جهاز المناعة على مستوى أعمق، وبالتالي يمكن أن يكون لها آثار جانبية شديدة، وأحيانًا تهدد الحياة، لذلك، يتم اعتمادهم بشكل عام فقط لعلاج مرض التصلب العصبي المتعدد في دورات المرض النشطة.

 

• علاج الأعراض الأخرى

نظرًا لتنوع أعراض مرض التصلب اللويحي ، هناك العديد من الإجراءات العلاجية الأخرى التي يتم استخدامها عند الحاجة مثل العلاج الطبيعي والعلاج المهني وعلاج النطق أو العلاج النفسي، قد يكون من الضروري أيضًا تناول أدوية إضافية لأعراض معينة مثل مشاكل المثانة أو الاكتئاب.

اقرأ ايضا : ” كم سنة يعيش مريض التصلب اللويحي ؟  “

 

نصيحة الطبيب

قد تكون أعراض هجمة التصلب اللويحي شديدة ومتفاقمة في كثير من الأحيان، ولذلك نوصي عند ملاحظة أي من هذه الأعراض مراجعة الطبيب، للبدء في تلقي العلاج المناسب لهذه النوبات المؤلمة سواء كان العلاج بجلسات الكورتيزون أو بتبادل البلازما، دائما تذكر التأخر في تلقي علاج اعراض هجمة التصلب اللويحي سيؤدي إلى مضاعفات قد تكون مهددة للحياة.