علاج الشلل الإربي أو اعتلال الضفيرة العضدية يحتاج إلى متابعة حالة الطفل المصاب خلال مدة زمنية يحددها الطبيب المعالج، ومن خلال هذا المقال سوف نتعرف على مزيد من المعلومات عن أعراض وعلاج الشلل الإربي وكيف يتم التشخيص. 

 

ما هو الشلل الإربي؟

الشلل الإربي أو ملخ الولادة أو اعتلال الضفيرة العضدية عبارة عن حالة من الشلل تصيب الأطفال الرضع حديثي الولادة حيث يحدث تمزق أو شد في الضفيرة العضدية والتي تتكون من مجموعة من الأعصاب توجد في الطرف العلوي وتعتمد على تغذية الذراع بالكامل سواء منطقة الكتف، أو الكوع، أو اليدين، والأصابع أيضًا وهذا يجعل الضفيرة العضدية مسئولة عن مراكز الإحساس  في منطقة الذراع.

الشلل الإربي هو واحد من الإصابات التي تحدث في الضفيرة العضدية ويعد الأكثر شيوعًا وانتشارًا لأنه أكثر حدوثًا ومع ذلك فإن نسبة الشفاء منه عالية جدًا في حالة الاهتمام بإصابة الطفل والمتابعة مع الطبيب المعالج.

 

 

ماذا تعرف عن الضفيرة العضدية؟

تعرف الضفيرة العضدية بأنها شبكة من الأعصاب وتتكون من أربعة أجزاء رئيسية من الأعصاب العنقية السفلية وهي (C5 – C6 -C7 – C8 والعصب الصدري الأول T1)، ولقد سميت هذه المنطقة بالضفيرة العضدية بسبب تعقيدها وتشابكها بطريقة معقدة جدًا تدل على إبداع الخالق سبحانه وتعالي في خلق جسم الإنسان.

الضفيرة العضدية مسئولة عن إرسال الإشارات العصبية من النخاع الشوكي إلى كل من الكتف، واليدين، والذراع، كما أنها مسئولة عن الحركة في الذراع، وهذه الضفيرة عندما تصاب فإنها تؤثر بدرجة كبيرة على حركة الطفل الرضيع ويعتمد علاج اعتلال الضفيرة العضدية يعتمد على علاج الشلل الإربي والتخلص منه.

 

 

أسباب الإصابة بالشلل الإربي

علاج الشلل الإربي يعتمد على معرفة الأسباب والعوامل التي تسبب هذه الإصابة ونذكر منها الآتي:

• يحدث الشلل الإربي عند الأطفال بسبب مشكلة ما في حركة الذراع ويمكن أن تصيب جهة واحدة أو كلتا الجانبين، ولكن معظم الحالات تحدث فيها الإصابة بجهة واحدة فقط، وغالبًا ما تكون الجهة اليمين ويعود ذلك إلى وضعية الطفل المعقدة داخل الرحم.
• يحدث الشلل الإربي بسبب الولادة المتعسرة، لأن عملية الولادة يجب أن تتم بسرعة معينة وبوقت محدد يعرفه الطبيب المختص، وذلك حتى لا يعاني الطفل من بعض المشكلات مثل، الاختناق، ونقص الأكسجين، وتجنب بلع الطفل للسائل المحيط به، بالإضافة إلى إمكانية حدوث بعض المشكلات في المخ، وغيرها من المشكلات الأخرى، بالإضافة لإمكانية الإصابة بالشلل الإربي.
• معاناة الأم من مخاض صعب جدًا وطويل جدًا فيؤثر على الطفل ويسبب إصابته بالشلل الإربي.
• بعض الأطفال يكون وزنهم ثقيل وذو أكتاف عريضة عن قناة الولادة وهذا يعرضهم لخطر الشلل الإربي.
• الضغط بشدة على ذراع الطفل المرفوع أثناء عملية الولادة  فإنها تزيد من خطر التعرض للإصابة بالشلل.
• يمكن أن تصاب الضفيرة العضدية أثناء الولادة إذا كانت رقبة الطفل مشدودة من جانب واحد حيث تزيد قوة الزاوية بين الرقبة والكتفين فيحدث تمدد أو تمزق في ألأعصاب الخاصة بالضفيرة العضدية بتلك المنطقة.
• الإصابة يمكن أن تسبب سحب الجذور العصبية للضفيرة العصبية من الحبل الشوكي، كما  يمكن أن ينتج عنها تلف الأعصاب وبالتالي تؤثر على الإحساس، وضعف وانعدام الحركة في العضلات. 

 

هل توجد أنواع للشلل الإربي؟

توجد عدة أنواع من الشلل الإربي تحدث نتيجة إصابة الضفيرة العضدية وتشمل الأنواع التالية:

• الانسداد العصبي Neuropraxia:

 يحدث الانسداد العصبي عندما تتمدد الأعصاب ويعتبر من الأنواع الشائعة ولكنه ليس خطير ويحدث في العصبين الخامس والسادس.

• القلع Avulsion:

هذا النوع من الشلل الإربي يحدث فيه فصل لجذور العصب بشكل تام من الحبل الشوكي ويعتبر هذا النوع أكثر خطورة عن غيره من الأنواع الأخرى للشلل الإربي.

• تمزق Rapture:

يحدث التمزق في جزء  معين من العصب، وتوجد أنواع أخرى من الشلل الإربي ولكنها ليست شائعة مثل ورم العصب، أو التهاب الضفيرة العضدية.

 

أعراض الشلل الإربي

عند ملاحظة أي من العلامات أو الأعراض التالية لابد من زيارة طبيب متخصص في علاج الشلل الإربي لتشخيص حالة الطفل و علاج الشلل الإربي  بأنواعه ومن تلك الأعراض ما يلي:

1.  عدم قدرة الرضيع على رفع الذراع بشكل طبيعي فوق رأسه.
2.  عدم تمكن الطفل من تحريك أصابعه وجلب الأشياء إلى فمه، كما يفعل أي طفل طبيعي.
3.  بكاء الطفل بشكل غير طبيعي نتيجة الألم في ذراعه، أو يده، أو أصابعه.
4.  ملاحظة تمدد ذراع الطفل بشكل مستقيم عند منطقة الكوع ومثيبتًا على الجسم.
5.  عدم قدرة الطفل على تحريك أصابعه على الرغم من قدرته على تحريك كوعه وكتفه، وهذه الأعراض تختلف من نوع إلى أخر من أنواع الشلل الإربي.

 

 

تشخيص الشلل الإربي

التشخيص الدقيق لحالة الطفل يساهم في علاج الشلل الإربي بشكل جيد ولذلك يقوم الطبيب بتشخيص حالة الطفل وتحديد الأسلوب العلاجي اللازم لنوع الشلل الإربي الذي يعاني منه الطفل حيث يتم إجراء الفحوصات التالية:

• يقوم الطبيب بفحص ذراع الطفل المصاب ثم يجري بعض الاختبارات التي تؤكد للطبيب وجود شلل في ذراع الطفل، ويفحص أيضًا قوة قبضة الطفل.
• يختبر الطبيب استجابة الطفل المفاجئة وقد يطلب الطبيب بعض الفحوصات ومنها الآتي:

1.  إجراء الأشعة السينية.
2.  إجراء التوصيل العصبي (NCS)، وأيضًا المخطط الكهربائي (EMG) من أجل اختبار وظائف الأعصاب للطفل واختبار قوة العضلات.
3.  إجراء فحص التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan). 
4.  إجراء اختبار التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI). 

 

 

علاج الشلل الإربي

معظم حالات الشلل الإربي يمكن أن تشفى من تلقاء نفسها حيث يستعيد الطفل حركة ذراعه الطبيعية مع إتباع برنامج علاج طبيعي مناسب لحالته، هذا إلى جانب أن التشخيص المبكر لحالة الطفل تساهم في نجاح العلاج بدرجة كبيرة جدًا حيث تكون النتائج إيجابية على المدى البعيد، بالنسبة للحالات الخطيرة فإن علاج الشلل الإربي  فيها يحتاج إلى تدخل جراحي فإن الطرق العلاجية الجراحية المتاحة تكون كالتالي:

• الجراحات الأولية Primary surgeries:

علاج الشلل الإربي  من خلال الجراحات الأولية أو الجراحات الميكروسكوبية هي تلك النوع من الجراحة العلاجية التي يخضع لها الطفل في بداية حياته حيث يكون في عمر صغير جدًا ما بين 3- 6 شهور تقريبًا.

ويتم اللجوء لها عندما تكون حالة الطفل خطيرة حيث عدم وجود حركة في يد الطفل أو في الكوع، أو في العضلة الأمامية (البايسبيس)، ويتم تحديد موعد الجراحة وفقًا لعدة عوامل من أهمها (عمر الطفل، وحالته، ومدى تطور الحالة وتدهورها)

فالجراحة الميكروسكوبية عبارة عن استكشاف للأعصاب المتضررة لدى الطفل وفقًا لنوع الشلل الإربي كما تم ذكرها سابقًا، ويتم إجراء الجراحة من أجل الآتي:

1.  جراحة ميكروسكوبية لتوصيل الأعصاب في حالة القطع أو التمزق.
2.  جراحة ميكروسكوبية من أجل ترقيع الأعصاب، من خلال أخذ رقعة من عصب الساق، وتوصيلها بالعصب المتضرر.

 

الجراحات الثانوية Secondary surgeries:

 الجراحات الثانوية هي تلك النوع من الجراحة التي يمكن إجرائها فيما بعد عندما يكبر الطفل، ويتم في هذا النوع ما يلي:

1.  جراحة علاجية من أجل نقل وتر من أوتار العضلات من أجل استعادة توازن وظائف العضلات بجسم الطفل.
2.  جراحة نقل العضلات بين حول مفصل الكتف والهدف من هذه الجراحة قدرة الطفل على استعادة حركته في رفع اليد المصابة، وتعد من الطرق العلاجية الشائعة.
3.  إجراء جراحة يتم فيها استئصال عضلة من عضلات الساق تحتوي على الأوعية الدموية والأعصاب ويتم زراعتها في الكوع،  أو اليد وتعد من المعليات الجراحية المعقدة جدًا فقد تصل مدة الجراحة لمدة 10 ساعات وبذلك يتم علاج الشلل الإربي عندما يكبر الطفل.

 

 

نصيحة الطبيب

علاج الشلل الإربي بأنواعه يحتاج إلى طبيب متخصص وذو خبرة عالية في هذا النوع من الشلل حيث يكون الطفل الرضيع ذو حجم صغير جدًا ويحتاج إلى الدقة الشديدة أثناء التشخيص والعلاج سواء كان برنامج العلاج طبيعي أو جراحي.