العلاقة بين مرض الصرع والزواج والمخاطر المحتملة
ما العلاقة بين مرض الصرع والزواج ؟ فقد يرتبط الصرع بمشكلات في الحياة الزوجية ويرتبط أيضًا بمخاطر العقم وعدم القدرة على الإنجاب، فتظهر الدراسات أن أغلب الزيجات التي بها شريك مصاب بالصرع تعاني من مشكلات، وتتمثل مشكلات الزواج من مصاب الصرع في مشكلات اجتماعية وأسرية ومشكلات زوجية ومشكلات في الإنجاب والحمل , في هذا المقال سنتعرف على العلاقة بين مرض الصرع والزواج وكيف يؤثر الصرع في مسار الحياة الزوجية.
ما العلاقة بين مرض الصرع والزواج
العلاقة الزوجية تتأثر بشكل كبير بأي مشكلة أو مرض يعاني منه طرف من طرفي العلاقة، فأي مرض أو مشكلة يمكن أن تؤثر سلبًا على الحياة الزوجية، خاصة إذا كان هذا المرض الذي يعاني منه الشريك هو مرض الصرع الذي يصاحبه نوبات تشنجية وفقدان للوعي في أغلب الأوقات، فبكل تأكيد ستتأثر الحياة الزوجية بشكل كبير إذا كان أحد طرفيها مريض بالصرع.
اخفاء حقيقة الإصابة بالصرع قبل الزواج
بسبب قلة الثقافة المجتمعية عن مرض الصرع والمصابين به، فتعتبر الإصابة بمرض الصرع في بعض المجتمعات وصمة عار يجب إخفاءها حتى يستطيع المصاب الزواج، خاصة وأن هناك دراسات أثبتت أن الصرع من الممكن أن يورث إلى الأبناء، ومن هنا يلجأ بعض مصابي الصرع إلى إخفاء حقيقة مرضهم على الشريك الآخر حتى يقبل بالزواج منه, وهذا يمكن أن يؤدي إلى مشكلات زوجية وأسرية كبيرة فيما بعد، خاصة بعد أن يكتشف الشريك الآخر أن شريكه مصاب بالصرع.
مرض الصرع والحمل لدى النساء
من الجوانب التي تتأثر داخل الحياة الزوجية بسبب الإصابة بالصرع هو الحمل، فهناك العديد من الأسباب التي قد تجعل النساء المصابات بالصرع يجدن صعوبة في الحمل، فمن الممكن أن تزيد الإصابة بالصرع من صعوبة الحمل، النساء المصابات بالصرع ينجبن أطفالًا أقل من النساء بشكل عام، ومعدل الخصوبة لديهم بين 25٪ و 33٪ أقل من المتوسط، لماذا هذا؟.
فيما يلي بعض الأسباب المحتملة :
- النساء المصابات بالصرع لديهن معدلات أعلى من بعض الحالات التي يمكن أن تسبب العقم ،واحدة من هذه هي متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS).
- النساء المصابات بالصرع أكثر عرضة للدورة الشهرية غير المنتظمة، مما يزيد من صعوبة الحمل.
- النساء المصابات بالصرع أكثر عرضة للدورة الشهرية التي لا تنتج البويضة، وهذه تسمى دورات الإباضة.
- قد تؤثر بعض أدوية الصرع وخاصة أدوية مضادات الاختلاج على مستويات الهرمونات في المبايض، مما قد يؤثر على الأداء التناسلي.
- النساء المصابات بالصرع أكثر عرضة للإصابة بخلل في الهرمونات المرتبطة بالحمل.
- وفي حالة حدوث حمل للسيدة المصابة بالصرع، فهناك خطر آخر قد تواجهه وهو كيفية الاحتفاظ بالحمل خلال نوبات الصرع، خاصة إذا كانت السيدة تتعرض لنوبات صرع من الدرجة الشديدة، وهناك خطر آخر وهو تعرض الجنين لآثار جانبية خطيرة بسبب أدوية الصرع التي تتناولها الأم.
كيف يمكن للسيدة المصابة بالصرع الحصول على حمل آمن
هناك مجموعة من النصائح قد تساعد في تحسين العلاقة بين مرض الصرع والزواج ومرض الصرع والحمل لدى السيدات والتي منها :
- في البداية يجب الحصول على استشارات طبية من قبل أطباء متخصصين.
- يجب على النساء المصابات بالصرع في سن الإنجاب إجراء محادثة مع طبيبهن حتى قبل التفكير في الحمل، فيجب التأكد من أن السيدة الراغبة في الحمل تتعاطى أدوية مناسبة للحمل.
- يجب التأكد من أن نوبات الصرع لدى السيدة الراغبة في الحمل يتم التحكم فيها.
- يجب محاولة تبسيط نظام الأدوية الخاص بالسيدة الراغبة في الحمل قدر الإمكان.
- يجب مناقشة آثار أدوية الصرع على الخصوبة والعيوب الخلقية، فقد تم ربط بعض أدوية الصرع بعيوب خلقية، وعلى الرغم من أن الرابط بين الأدوية المضادة للنوبات والعيوب الخلقية غير واضح ، فقد يوصي الطبيب بتناول 4 ملغ يوميًا من مكملات حمض الفوليك قبل شهر إلى ثلاثة أشهر من محاولة الحمل وطوال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل, لحسن الحظ ، تلد معظم النساء المصابات بالصرع أطفالًا عاديين يتمتعون بصحة جيدة، إذا اتخذت السيدة المصابة بالصرع الاحتياطات اللازمة، فإن فرصة إنجاب طفل سليم تزيد عن 90٪.
اقرأ ايضا : ” أبرز علامات الشفاء من الصرع ”
مرض الصرع والخصوبة لدى الرجال
الرجال المصابون بالصرع لديهم انخفاض في الخصوبة، وقد تؤثر الأدوية المضادة للصرع على جودة السائل المنوي، علاوة على ذلك ، تشير الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن بعض أدوية علاج الصرع قد تتسبب في ضمور الخصية لدى الرجل، هذا يعني لأن احتمالية قدرة مصاب الصرع على الإنجاب قد تكون ضئيلة للغاية.
يمكن أن يكون تأثير مرض الصرع مختلف من رجل لأخر، فيمكن أن يكون لدى الرجل المصاب بالصرع قدرة بسيطة على الإنجاب وآخر لا، وفي هذه الحالة يمكن مناقشة الطبيب الخاص حول الطرق التي يمكن للرجل المصاب بالصرع استخدامها حتى يستطيع الإنجاب سواء كان تناول أدوية تحسن من الخصوبة أو الخضوع لإجراءات التلقيح, وفيما يلي سنتعرف علي مرض الصرع والزواج و العلاقة الزوجية.
هل مرض الصرع يؤثر على العلاقة الزوجية ؟
على الرغم من امكانية نجاح العلاقة الزوجية لمصاب الصرع، ولكن يمكن لمرض الصرع أن يؤثر على العلاقة الزوجية بين الزوجين، ومع ذلك قد لا يواجه مصابي الصرع أي مشكلات أثناء الأداء الجنسي ولكن هناك بعض التحديات والتي قد يواجهها ومن بينها :
- يمكن أن يؤثر الصرع على المنطقة الخاصة بالأداء الجنسي في الدماغ.
- يمكن أن تقلل أدوية الصرع إنتاج الهرمونات الخاصة بالرغبة الجنسية
- يمكن أن تسبب أدوية الصرع بعض الآثار الجانبية مثل الاكتئاب وقلة النوم مما يؤثر على الأداء الجنسي ويقلل من الرغبة الجنسية.
كيف يؤثر الزواج على مرض الصرع
تعرفنا في الفقرات السابقة على العلاقة بين مرض الصرع والزواج من جانب مرض الصرع ، ولكن من الجانب الآخر وهو الزواج هل يمكن أن يؤثر الزواج في مرض الصرع، الإجابة نعم ، يمكن أن يؤثر الزواج في مرض الصرع بشكل إيجابي على عكس تأثير مرض الصرع على الزواج الذي يكون في أغلب الأحيان سلبي.
تشمل تأثيرات الزواج على مرض الصرع فيما يلي :
- يمكن أن يتسبب الزواج في إحداث تغييرات واضحة على مرض الصرع لدى الشريك من حيث شدة وعدد النوبات.
- يمكن أن يساهم الدعم الاجتماعي الذي يقدمه الشريك لشريكه المصاب بالصرع في تحسين الحالة الصحية لمريض الصرع وتحسين جودة حياته.
- يمكن للزواج أن يساعد في دعم مصاب الصرع نفسيا مما يساعده على الانتصار النسبي على المرض وتقليل حدة أعراض نوباته.
ما زال يحتاج الأمر إلى مزيد من الدراسات للتعرف بشكل أدق على العلاقة بين مرض الصرع والزواج .
نصيحة الطبيب
العلاقة بين مرض الصرع والزواج قوية حيث يؤثر كلا منهما على الآخر، ويمكن تجاوز التأثيرات السلبية للصرع على الحياة الزوجية، لذلك نوصي بضرورة مناقشة المشكلات الزوجية والجنسية والمشكلات المتعلقة بالحمل مع الأطباء المختصين لضمان الحصول على استشارات سليمة تساعد في الحصول على حياة زوجية مستقرة وناجحة.