يمكن أن تساعد عدة أنواع من جراحة الصرع في تقليل نوبات الصرع أو إيقافها، ومع ذلك ، فإن جراحة الصرع لها مخاطر، وقد يوصي الأطباء بها فقط عندما تأتي نوبات المريض من مكان معين في الدماغ وعندما لا تعمل الأدوية للسيطرة على النوبات، وقد يكون المرضى مؤهلين أيضًا لإجراء عملية جراحية إذا كان لديهم آفات أو أورام تسبب النوبات أو إذا كانت الأدوية المضادة للصرع (AEDs) تسبب آثارًا جانبية خطيرة.

في هذه المقالة ، نلقي نظرة على كيف يمكن للجراحة أن تساعد في علاج الصرع وما تنطوي عليه أنواع جراحات الصرع المختلفة. 

 

 

هل يمكن للجراحة أن تساعد في علاج الصرع؟

تعد جراحة الصرع اسمًا لعدة أنواع من جراحات الدماغ التي تهدف إلى تقليل نوبات الصرع، ويمكن لبعض الإجراءات أن توقف النوبات تمامًا لسنوات عديدة.

تختلف الفعالية المحددة للجراحة تبعًا لنوع النوبات التي يعاني منها المريض والعملية الجراحية المحددة،  وفقًا لجمعية الصرع ، فإن 70٪ من المرضى الذين خضعوا لجراحة الفص الصدغي يصبحون خاليين من النوبات، مع بقاء 50٪ خاليين من النوبات بعد 10 سنوات، ومع ذلك، سيوصي الأطباء فقط بإجراء جراحة الصرع لأولئك الذين يتوقعون الاستفادة منها.

وحتى إذا لم تساعد الجراحة في توقف النوبات تمامًا، فقد تؤدي إلى انخفاض طويل الأمد في وتيرة النوبات لدى بعض المرضى ومع ذلك، فإن جراحة الصرع تنطوي على مخاطر، لهذا السبب، لا يرشح الأطباء عادةً الجراحة  إلا إذا كانت مضادات الصرع غير فعالة.

 

 

من هو المؤهل لإجراء جراحة الصرع؟ 

المريض المؤهل لإجراء جراحة الصرع هو المريض الذي:

• لديه نوع من الصرع يستجيب جيدًا للجراحة
• قام بتجربة العديد من مضادات الصرع أولاً ، ولكن دون فائدة.
• يعاني من نوبات صرع متكررة.
• يكون بصحة جيدة بشكل عام.

 

يمكن لطبيب الأعصاب تحديد ما إذا كان المريض مرشحًا مناسبًا لجراحة الصرع عن طريق إجراء اختبارات لتحديد:

• مناطق الدماغ التي تنتشر فيها النوبات
• ما إذا كانت الجراحة ستؤثر على وظائف المخ المهمة

إذا تمكن طبيب الأعصاب من العثور على موقع محدد لنوبات الصرع ، وكان هذا الموقع قابلاً للعلاج، فقد يكون المريض قادرًا على الخضوع لعملية جراحية.

 

 

ما هي مخاطر جراحة الصرع؟

تنطوي جميع عمليات الصرع على بعض المخاطر، وتشمل هذه المخاطر:

• الإصابة بالعدوى
• النزيف
• ردود الفعل السلبية للتخدير
• التندب
• قد يكون هناك أيضًا خطر حدوث تغييرات في وظائف المخ، اعتمادًا على نوع الجراحة، ويمكن أن تشمل هذه التغييرات في الرؤية ومهارات التفكير والشخصية والمزاج. 

يجب الانتباه أنه يمكن أن تختلف المخاطر بين المرضى، ففي بعض المرضى قد تكون مؤقتة فقط وتتحسن بعد أن ينخفض ​​التورم الناتج عن الجراحة.

 

 

أنواع جراحة الصرع

تشمل الأنواع الأكثر شيوعًا لجراحة الصرع ما يلي:

• استئصال الفص الصدغي

يزيل استئصال الفص الصدغي جزءًا من الفص الصدغي للدماغ، والهدف من الجراحة هو تقليل أو القضاء على النشاط الكهربائي غير الطبيعي في الدماغ الذي يسبب صرع الفص الصدغي، كما إنه الأكثر شيوعًا من جراحات الصرع، ومعدلات النجاح لهذا النوع من الجراحة مرتفعة بشكل عام. 

الفص الصدغي يلعب  دورًا مهمًا في الذاكرة ، لذا فإن أحد مخاطر هذه الجراحة هو مشاكل الذاكرة، في حالة حدوث ذلك، قد يكون من الصعب العثور على الكلمات أو التعرف على الوجوه ، على الرغم من أن هذه القدرات قد تتحسن مع مرور الوقت.

• استئصال مناطق أخرى من الدماغ

قد يزيل الأطباء أيضًا مناطق أخرى من الدماغ ، بما في ذلك أجزاء من الفص القذالي أو الجبهي أو الجداري، ويعمل هذا العلاج بشكل أفضل عندما يكتشف الأطباء وجود آفات في هذه المناطق من الدماغ أو عندما يكتشفون أن النشاط الكهربائي غير المعتاد في هذه المناطق يسبب النوبات.

تعتمد المخاطر والآثار الجانبية على منطقة الدماغ التي يخضع فيها المريض لعملية جراحية، حيث تلعب كل منطقة في الدماغ دورًا مختلفًا في الوظائف الأساسية، على سبيل المثال ، قد تؤثر الجراحة في الفص القذالي على الرؤية.

• قطع الجسم الثفني

قطع الجسم الثفني يساعد على تخفيف الأعراض ولكنه لا يقضي عليها. أثناء الجراحة، يقوم الجراح بقطع الجسم الثفني، الذي يربط نصفي الدماغ الأيمن والأيسر، هذا يمنع النوبات من الانتشار من جانب واحد من الدماغ إلى الجانب الآخر، وعادةً ما يوصي الأطباء بهذا الإجراء للأشخاص الذين يعانون من نوبات الصرع التوترية أو التوترية، والتي يمكن أن تسبب إصابات خطيرة، ويمكن أن يكون أيضًا خيارًا علاجيًا للأشخاص الذين يعانون من متلازمة ويست أو متلازمة لينوكس غاستو.

• استئصال الآفة

يتضمن استئصال الآفة إزالة أي آفات أو أورام أو أوعية دموية غير طبيعية في الدماغ تسبب النوبات، عندما تنجح الجراحة، قد يصبح المريض خاليًا من النوبات، ونظرًا لأن استئصال الآفة غالبًا ما ينطوي على إزالة الآفة فقط، فإنه يقل خطر إلحاق الضرر بأجزاء الدماغ التي تتعامل مع وظائف مهمة، مثل الذاكرة.

بالنسبة لبعض أنواع الآفات ، هناك خطر من عودة النمو بعد استئصال الآفة، إذا بدأت النوبات في الظهور مرة أخرى بعد الجراحة، فسيقوم الأطباء بمراقبة المريض عن كثب لمعرفة ما إذا كان هذا قد حدث.

• زرع جهاز التحفيز العصبي

بالإضافة إلى إزالة أجزاء من الدماغ، يمكن للجراحين زرع أجهزة لعلاج الصرع، وتعمل هذه الأجهزة على تحفيز الدماغ بطرق مختلفة لإيقاف الإشارات التي تؤدي إلى حدوث النوبات، ويمكن أن يكون التحفيز العصبي مناسبًا للأشخاص الذين تنشأ نوباتهم في جزء من الدماغ لا يستطيع الجراحون إزالته.

• التردد الحراري

هو إجراء طفيف التوغل يستخدم فيه ترددات حرارية تنتقل عبر جهاز الكمبيوتر لاستهداف وتدمير الآفة المسببة للنوبات في الدماغ، يعتبر التردد الحراري أحدث جراحات الصرع التي يتم اعتمادها الآن من قبل الكثير من أطباء الأعصاب، وذلك لأنه إجراء سريع ومناسب للتكلفة ويحقق نتائج مثالية.

اقرا ايضا ” أضرار التردد الحراري للعصب الخامس “

 

الشفاء من جراحة الصرع

يختلف التعافي من جراحة الصرع من مريض لآخر، ويمكن أن يعتمد على مدى صحة المريض قبل الجراحة، ومدى فعالية الجراحة، وما إذا كان المريض يعاني من أي مضاعفات بعد الجراحة.

عادة ما يكون من الضروري البقاء في المستشفى لعدة أيام بعد الجراحة، ومن الطبيعي أن يشعر المريض بالدوار أو يعاني من الصداع وكذلك الغثيان، في معظم الحالات، يمكن للأشخاص العودة إلى العمل أو المدرسة في غضون 4-6 أسابيع.

ومع ذلك، هذا لا يعني بالضرورة أن  مرضى الصرع تعافوا تمامًا من الإجراء الجراحي، فقد لا يزال المريض بحاجة إلى مضادات الصرع، وقد يحتاج إلى العلاج المهني أو الكلامي أو العلاج الطبيعي لاستعادة الوظيفة الكاملة.

 

 

نصيحة الطبيب

يمكن أن تكون جراحة الصرع خيارًا جيدًا للمرضى الذين ينشأ صرعهم في مكان معين في الدماغ ولا يستجيب للأدوية، كما يمكن لطبيب الأعصاب تقديم المشورة بشأن أفضل الخيارات التي تناسب ظروف المريض، ولكن تحمل أي جراحة دماغية خطر العدوى والنزيف والتندب، يمكن أن تسبب جراحة الصرع أيضًا تغييرات مؤقتة في وظائف معرفية معينة، ولذلك نوصي بضرورة مناقشة الأمر مع الطبيب لمعرفة ما هو الأفضل لحالة المريض.