العلاقة بين العصب الخامس والحالة النفسية
العصب الخامس والحالة النفسية بينهما علاقة قوية جدًا حيث أن المرضى المصابين بالتهاب العصب الخامس يكون لديهم توتر وقلق دائم بسبب نوبات الألم المفاجئة، وهذا يؤثر بشكل عام على الحالة النفسية للمريض والتي تجعله غير قادر على التعايش مع الألم والتغلب عليه، ومن خلال هذا المقال سوف نتعرف على مزيد من التفاصيل عن أعراض وأسباب العصب الخامس والحالة النفسية وطرق العلاج المتبعة.
ماذا تعرف عن العصب الخامس؟
العصب الخامس من الأعصاب القحفية ويعرف أيضًا بالعصب ثلاثي التوائم وهو العصب المسئول عن نقل الإشارات العصبية الخاصة بالإحساس من الوجه إلى الدماغ ويتكون من ثلاثة فروع أساسية وهي كالتالي:
- العصب العيني.
- عصب الفك العلوي.
- عصب الفك السفلي.
أهمية الاستقرار النفسي في الوقاية من أمراض الأعصاب
يؤكد الأطباء النفسيين على أن الحالة النفسية لها تأثير مباشر على عمل المخ والأعصاب معًا بجسم الإنسان، ويمكن أن تسبب بعض الأعراض النفسية والتي منها (القلق، والتوتر) الإصابة بالكثير من الأمراض الخاصة بالأعصاب والتي تبدأ بالصداع حتى تصل إلى التهاب الأعصاب بأنواعه والسكتات الدماغية، وجلطات المخ، وهذا أمر غير صحي ويجب أن يحافظ الأشخاص على استقرارهم النفسي وهنا تكون العلاقة قوية ومهمة بين العصب الخامس والحالة النفسية ولابد من العمل على دعم المريض.
العلاقة بين ألم العصب الخامس والحالة النفسية
العصب الخامس أو العصب ثلاثي التوائم يضم 12 زوج من الأعصاب والتي تبدأ من الجزء السفلي من الدماغ وتحتوي على 3 فروع رئيسية ينقسم كل منها إلى أفرع أصغر، عندما تحدث نوبة ألم شديدة ومزمنة في الوجه والتي تكون غالبًا في جزء واحد منه، هذا النوع من نوبات الألم الناتجة عن التهاب العصب الخامس.
تتكرر كلما زاد توتر وقلق المريض بالإضافة إلى إصابته بالاكتئاب، وهذا يشير إلى أهمية الحالة النفسية لمرضى العصب الخامس، ويمكننا توضيح العلاقة بين العصب الخامس والحالة النفسية من خلال عدة نقاط أساسية وهي كالتالي:
- إصابة شبكات الأعصاب والتي ترتبط بالألم والعاطفة بالاختلال الوظيفي فإنها تكون ما يعرف بألم العصب الخامس.
- المرحلة الألم المرتبط بالعصب الخامس يكون بسيط أو يحدث نتيجة محفزات بسيطة مثل، تنظيف الأسنان، وهذا الألم قد يكون مصحوب ببعض الحركات الحسية غير الضارة ، وهذا لا يصاحبه ألم بين النوبات.
- مع مرور الوقت وتقدم حالة المريض وتطور الاضطرابات التي يعاني منها يصبح الألم متكرر وشبه دائم وهنا نعود للعلاقة بين العصب الخامس والحالة النفسية، حيث أن نوبات الألم الحاد والمتكرر باستمرار يجعل المريض غير قادر على متابعة حياته أو ممارسة النشطة المفضلة لديه فتتأثر حالته النفسية ويزيد توتره وقلقله واحتمال كبير إصابته بالاكتئاب وهنا لا يستطيع المريض التعايش مع حالته المرضية، والتغلب على ألم العصب الخامس.
- الألم المزمن الناتج عن اضطراب العصب الخامس يكون أكثر حدة وتكرار مع المرضى المصابين بالاكتئاب والقلق.
- أشارت بعض الدراسات العلمية بأن ألم العصب الخامس والحالة النفسية قد ينتج عنهم تغير في المادة الرمادية الموجودة في الدماغ وعنصر مهم جدًا وحاسم في النظام المرتبط بالألم في الجسم.
اقرأ ايضا: العلاقة بين العصب الخامس والجيوب الأنفية , ماهو تاثير الجيوب الأنفية علي الاعصاب
أعراض الألم الناتج عن العصب الخامس
الألم الناتج عن العصب الخامس تكون له عدة علامات مميزة منها الآتي:
- ألم ووخز يشبه الصدمات الكهربائية.
- توجد بعض العوامل التي تثير الألم ومنها(لمس الوجه، أو تنظيف الأسنان، أو المضغ، أو تعرض الوجه لرياح باردة، أو التكلم).
- نوبات الألم تمتد من عدة ثواني إلى بضع دقائق، ويمكن أن تستمر لعدة أيام، أو أسابيع، أو يمكن أن تكون لعدة شهور أيضًا.
- الشعور بألم في المناطق التي يغذيها ويمر بها العصب الخامس ومنها منطقة الفك، والخد، واللثة، والأسنان، والشفاه، والعين، والجبهة.
- نوبة الألم تكون في جانب واحد من الوجه.
- يتركز الألم في منطقة معينة من الوجه ، ويبدأ في الانتشار والتوسع إلى المناطق المحيطة، فتصبح النوبات أكثر حدة وتكرار.
أسباب وعوامل خطر الإصابة بألم العصب الخامس
هناك مجموعة من الأسباب والعوامل التي ينتج عنها العصب الخامس والحالة النفسية والتي يكون تأثيرها واضح على المريض ونذكر منها العوامل الآتية:
- ظهور وعاء دموي يضغط على العصب الخامس بدرجة كبيرة وشديدة، فيسبب تلف مادة المايلين المحيطة بالعصب فتسبب ألمه الشديد.
- التعرض للإصابة ببعض الأمراض ومنها التصلب المتعدد والذي بدوره يصيب ويؤثر بدرجة كبيرة غمد المايلين، فيزيد من فرص الإصابة بالعصب الخامس.
- نمو ورم في الدماغ يضغط على العصب الخامس بشدة ويسبب التهابه.
- تشابك الشرايين وتعقدها يؤثر على الأعصاب.
- إصابة العصب أو تضرره عند إجراء جراحة في الرأس أو الوجه.
- إصابة العصب بسبب التعرض لسكتة دماغية، أو الإصابة بشدة في الوجه.
علاج العصب الخامس
علاج العصب ثلاثي التوائم أو العصب الخامس يتم من خلال عدة طرق تشمل الآتي:
-
الأدوية:
يصف الطبيب المعالج بعض الأدوية المضادة للتشنجات، والأدوية المرخية للأعصاب للسيطرة على نوبات الألم البسيطة التي يشعر بها المريض.
-
الجراحة:
الجراحة تكون العلاج البديل عندما تفقد الأدوية قدرتها في السيطرة على نوبات الألم، وهنا يلجأ الطبيب إلى إجراء الجراحة والتي يكون الهدف منها ما يلي:
-
- تهدف الجراحة إلى وقف الشريان الذي يضغط على العصب الخامس بشدة.
- الجراحة تساهم في وقف إشارات الألم غير المنتظمة الناتجة عن العصب الخامس من خلال إتلاف العصب، وهنا ينتج عن الجراحة خدر مؤقت أو دائم في الوجه، وبالتالي يستطيع المريض الشعور بالراحة، ولكن الأعراض في هذه الحالة يمكن أن تتكرر بعد مدة غير محددة فيمكن أن تكون شهور أو تمتد سنوات.
هناك العديد من خيارات العلاج الجراحي تشمل الآتي:
-
الجراحة الإشعاعية “سكين جاما”:
تعتمد على جهاز إشعاعي يقوم بتركيز الإشعاع على جذر العصب الخامس، ويسبب إتلاف العصب ببطء وتدريج وبالتالي يقل الألم، ويبدأ المريض بالشعور بالتحسن التدريجي.
-
ضغط البالون:
جراحة البالون تعتمد على وضع بالون فارغ في المنطقة الفارغة بين العصب الخامس، وقاعدة الجمجمة، وعندما يتم نفخ البالون فإنه يمنع إرسال إشارات الألم غير المنتظمة الصادرة من العصب نتيجة تضرره.
-
الاستئصال بالترددات الراديوية:
هذا النوع من العلاج يتم الاعتماد على التيارات الكهربائية من أجل تلف مناطق معينة من العصب الخامس مسببة للألم.
-
جراحة ضغط الأوعية الدموية الدقيقة:
وهي نوع من الجراحة يتم فيه إزالة الأوعية الدموية التي تضغط على العصب الخامس بشدة.
-
جراحة استئصال العصب:
جراحة قطع العصب الخامس بشكل جزئي من أجل تخيف التخلص من الأعراض وتخفيف الألم، أو التخلص منه.
علاج ألم العصب الخامس بالتردد الحراري
علاج العصب الخامس والحالة النفسية يتم من خلال تقنية التردد الحراري النابض وهي تقنية علاجية حديثة يتم فيها استخدام جهاز تردد حراري يقوم بتوجه طاقة حرارية إلى المنطقة المصابة وينتج عنها التخلص من الألم سريعًا ويستطيع المريض العودة للمنزل بعد العلاج مباشرةً والتخلص من الألم في وقت قصير له تأثير إيجابي على الحالة النفسية للمريض.
اقرأ المزيد عن: علاج العصب الخامس بالتردد الحراري , أضرار التردد الحراري للعصب الخامس
نصيحة الطبيب
العصب الخامس والحالة النفسية بينهما علاقة قوية حيث أن الحالة النفسية المستقرة تساعد المريض في التغلب على نوبات الألم والتعايش معها ولذلك لابد أن يحصل المريض على الدعم النفسي من الأشخاص المحيطين به لكي يستطيع مقاومة المرض.