هل عملية الورم السحائي خطيرة ؟!
هل عملية الورم السحائي خطيرة ، سؤال يثير الجدل بين الكثير من مرضى أورام الدماغ، فالورم السحائي أكثر انتشارًا في إصابة الدماغ، ومن خلال هذا المقال سوف نتعرف على إجابة سؤال هل عملية الورم السحائي خطيرة بشكل مفصل وواضح.
الورم السحائي
في البداية وقبل معرفة إجابة سؤال هل عملية الورم السحائي خطيرة يجب معرفة أن الورم السحائي هو ورم ينمو من السحايا، وهي تلك الأغشية التي تحيط بكل من الدماغ، والحبل الشوكي، وعلى الرغم من أن الورم السحائي لا ينتمي إلى أورام الدماغ بشكل واضح إلا أنه يسبب ضغط شديد على الأجزاء القريبة منه والمحيطة به من الأعصاب، والأوعية الدموية، والدماغ بشكل عام.
ويعد الورم السحائي أكثر أنواع الأورام التي تنمو في الدماغ انتشارًا وشيوعًا، ولكن الأورام السحائية تتميز بأنها تنمو ببطء شديد جدًا، ولا تسبب أي أعراض بعكس الأورام الأخرى التي تصيب الرأس، ولكنها مضاعفات تلك الأورام السحائية تكون خطيرة جدًا لأنها قد تسبب الإعاقة في بعض الحالات.
الأعراض الناتجة عن الأورام السحائية
أعراض وعلامات الورم السحائي بطيئة جدًا ولا تظهر في بداية الإصابة بالورم، ولكن وفقًا لموقع نمو الورم بالدماغ، تكون الأعراض ومنها الآتي:
- بعض تغيرات واضطرابات الرؤية، مثل الرؤية المزدوجة، والضبابية.
- نوبات الصداع المتكررة خلال ساعات الصباح الأولى.
- الطنين، أو فقدان السمع في كلا الأذنين.
- فقدان الذكر.
- فقدان حاسة الشم.
- الإرهاق والتعب المستمر.
- ضعف حركة الذراعين، والساقين.
- صعوبات اللغة.
التشخيص
من الصعب تشخيص الإصابة بالورم السحائي وذلك لأنه ورم ينمو ببطء ولا تظهر أعراضه إلا في المراحل المتأخرة وعندما يزيد حجم الورم ويضغط على الدماغ وإذا اشتبه الطبيب المعالج بإصابة المريض بالورم السحائي ففي هذه الحالة يتم تحويله إلى طبيب متخصص وفي هذه الحالة يتم إجراء الآتي من أجل تشخيص حالة المريض:
- إجراء فحص التصوير المقطعي المحوسب (CT) بالاعتماد على الأشعة السينية من أجل تكوين صور مقطعية كاملة للدماغ.
- مع بعض الحالات المرضية يتم استعمال صبغة اليود أثناء إجراء الأشعة للحصول على صورة أكثر دقة.
- التصوير باستخدام الرنين المغناطيسي (MRI)، حيث يتم الاعتماد على موجات لاسلكية، ومجال مغناطيسي من أجل الحصول على صور مقطعية لتركيب الدماغ، والجمجمة وتوضيح حجم الورم السحائي بدقة أعلى.
هل عملية الورم السحائي خطيرة ؟
للإجابة على سؤال هل عملية الورم السحائي خطيرة فإن هذه الجراحة تتوقف خطورتها على موضع الورم السحائي في الدماغ، فإذا كان الورم بالقرب من المنطقة المحيطة بالعصب البصري، فقد يسبب فقدان البصر للمريض، وعلى الطبيب أن يوضح مخاطر إجراء الجراحة وفقًا لموقع نمو الورم بالدماغ، هذا إلى جانب مخاطر الجراحة المعروفة والتي منها (النزيف، والتعرض للعدوى).
متى يجب اجراء الجراحة
الكثير من المرضى لديهم قلق شديد من الخضوع للجراحة بالدماغ، ومعظمهم يتساءلون هل عملية الورم السحائي خطيرة ام لا، ويمكننا توضيح ذلك بأن الجراحة تتم عندما تظهر أعراض الورم واضحة على المريض ففي هذه الحالة يفضل الطبيب التدخل الجراحي من أجل استئصال الورم السحائي كاملاً ، ولكن هذا لا يحدث في جميع الحالات حيث أن إجراء الجراحة من أجل استئصال ورم بالدماغ مرتبط بعدة عوامل وتشمل الآتي:
- نوع الورم.
- حجم الورم.
- مدى سرعة نمو الورم.
- موقع الورم بالدماغ، ومدى تأثيره على الأعصاب المجاورة له.
كيف تتم جراحة استئصال الورم السحائي؟
الخضوع لإجراء جراحة استئصال الورم من الدماغ، يعد من الإجراءات العلاجية الضرورية والسريعة للتخلص من الورم سواء الخبيث، أو الحميد وتتم خطوات الجراحة كالتالي:
- يقوم الطبيب الجراح بعمل شق أو فتحة الجمجمة للتمكن من الوصول إلى الدماغ، واستئصال الورم السحائي بشكل كامل، أو جزء منه وذلك يتوقف على موقع الورم بالدماغ ومدى تعرض أنسجة المخ المحيطة بالورم للتلف والضرر الناتج عن ذلك.
- إذا كانت الجراحة من أجل استئصال ورم سحائي خبيث، فإذا لم يتمكن الجراح من إزالة الورم بشكل كامل فقد يضطر الطبيب إلى إزالة أكبر قد من الورم للتخفيف من الضغط الناتج عنه على الدماغ، ويتم استكمال العلاج باستعمال أي من العلاجات الآتية:
- العلاج الكيماوي.
- العلاج الإشعاعي.
- العلاج بالأدوية.
جدير بالذكر أن تلك الجراحة التي يتم فيها فتح جمجمة المريض تعرف باسم حج القحف، أو قص القحف، ويقصد بالقحف ذلك الجزء الخلفي العلوي من الجمجمة، والذي يحتوي على الدماغ.
- في حالة كان الورم السحائي حميد فإن هناك تقنيات حديثة ويمكنها التوغل والوصول إلى الدماغ وتعتمد على التدخل الجراحي البسيط ومنها المناظير الجراحية التي تساعد في استئصال الأورام الحميدة بدون الحاجة إلى الجراحة التقليدية المعروفة.
- استئصال الورم السحائي الخبيث يختلف عن استئصال الورم السحائي الحميد، وذلك لأن الأورام الخبيثة تعد أكثر خطورة من الأورام الحميدة، حيث يكون تأثيرها على وظائف المخ وحياة المريض بشكل عام، وذلك بسبب سرعة انتشارها إلى باقي أجزاء الجسم وبالتالي تأثيرها يكون سلبي وواضح على مختلف أعضاء جسم المريض.
- يتم إجراء جراحة الاستئصال فور التأكد بأن الورم السحائي خبيث بالفعل وذلك يتم من خلال فحوصات معينة مثل الآتي:
- التصوير المقطعي للدماغ.
- الرنين المغناطيسي.
- أخذ عينة من نسيج الدماغ لفحصها وتقييم حالة الخلايا وهل هي طبيعية أم متسرطنة وخبيثة.
كم تستغرق عملية استئصال ورم السحائي الحميد؟
مدة جراحة استئصال الورم السحائي الحميد تعتمد على نوع الأسلوب الذي يتبعه الطبيب الجراح أثناء تنفيذ العملية والتي تكون كالتالي:
- الجراحة التقليدية:
يتم إجراء الجراحة التقليدية من خلال حج القحف، أو فتح الجمجمة، وهذه الجراحة معقدة جدًا وصعبة ودقيقة للغاية وتستغرق وقت يتراوح من 4-6 ساعات تقريبًا وفقًا لحجم الورم ومدى خطورة موقعه بالدماغ، والحالة الصحية للمريض.
- الجراحة بالمنظار:
الجراحة محدودة التوغل باستعمال المنظار لا تستغرق وقت طويل فهي تحتاج إلى 3 أو 4 ساعات تقريبًا.
جدير بالذكر أن المدة التي يحتاج لها الجراح لاستئصال الأورام من الدماغ تعتمد في المقام الأول على موقع الورم بالدماغ ومدى تأثيره على الأنسجة المحيطة به، وحجم الورم ومدى سرعة نموه، و حالة المريض الصحية بشكل عام.
كما أن معظم الأطباء لا يمكنهم تحديد الوقت المستغرق في مثل هذه الجراحات فقد يقل أو يزيد وفقًا لما يحدث بجسم المريض أثناء إجراء الجراحة بغرفة العمليات.
بالإضافة إلى العوامل التي سبق ذكرها، وبشكل عام فإن المريض يظل في المستشفى لمدة 3 أيام تحت الملاحظة الدقيقة لمتابعة أي تغيرات تحدث بعد الجراحة، وبذلك نكون قد وضحنا هل عملية الورم السحائي خطيرة وكم يكون الوقت المستغرق للجراحة بشكل عام.
اقرأ ايضا: نسبة نجاح عملية استئصال الورم السحائي
نصيحة الطبيب
على الطبيب أن يطمئن المريض ويناقشه حول سؤال هل عملية الورم السحائي خطيرة ويوضح له مخاطر العملية بالنسبة لحالته، وعند الخضوع لمثل هذا النوع من الجراحات لابد من اختيار طبيب محترف وذو خبرة في مجال جراحة الأورام.