كم يعيش مريض باركنسون هو واحد من الأسئلة التي تتبادر إلى ذهن الكثير من المرضى المصابين بهذا المرض ويعانون من أعراضه التي تزداد سوءًا مع مرور الوقت، ولذلك من خلال هذا المقال سوف نوضح كافة المعلومات التي يمكن من خلالها معرفة الإجابة على سؤال كم يعيش مريض باركنسون وما هي طرق العلاج المتاحة لهذا المرض؟.

 

مرض باركنسون

تم إطلاق كلمة باركنسون على الشلل الرعاش وذلك لأن الطبيب الإنجليزي “جيمس باركنسون” هو من اكتشف أعراض هذا المرض عام 1817م، حيث قال الطبيب الإنجليزي بأن المرض عبارة عن حالة من الشلل الرعاش الذي يحدث بشكل متدرج وببط شديد فيصيب الأعصاب، ويؤثر على قدرة المريض الحركية بدرجة كبيرة جدًا.

كما يعد مرض باركنسون من أشهر الأمراض التنكسية التي تصيب الجهاز العصبي لجسم الإنسان كما أنه يعد أكثرها انتشارًا بين كبار السن والذي تخطوا عمر الـ60عام.

ويحدث الشلل الرعاش بسبب اضطرابات في تلك الأعصاب التي تنتج مادة الدوبامين في الخلايا القاعدية المعقدة  التي تقع في منطقة الدماغ وتعرف بالمنطقة السوداء وبالتالي هذه التغيرات تؤثر على الشخص المصاب ويفقد القدرة على الحركة وعدم القدرة في السيطرة على عضلات الجسم أيضًا.

وبالنسبة لسؤال كم يعيش مريض باركنسون فإن هذا المرض لا يتوقف عند حد معين بل يظل يتطور بدرجات قد تكون بطيئة في بعض الحالات وقد تكون سريعة جدًا في حالات مرضية أخرى وذلك يتوقف على الحالة العامة لجسم المريض، حيث تختلف الأعراض وتتطور حتى  يصل المريض لمرحلة عجزه التام عن الحركة، وعلى الرغم من ذلك فإن هذا المرض لا يسبب الوفاة.

 

أعراض مرض باركنسون المبكرة

كي نعرف الإجابة على سؤال كم يعيش مريض باركنسون يمكننا توضيح العلامات والأعراض الأولية، أو المبكرة للمرض والتي تكون غير ملحوظة ومنها الآتي:

• الرعاش:

 الرعاش الذي يصيب أطراف الشخص المصاب خاصةً في أصابع اليد والتي تظهر بشكل واضح أثناء الراحة، كما أن رعاش لف الأقراص من العلامات الأكثر انتشارًا بين كبار السن المصابين بالباركنسون، حيث يلاحظ المريض احتكاك كل من الإبهام والسبابة مع بعضهما البعض في حركة دائرية.

• بطء الحركة:

بطء حركة المريض أول علامة تشير إلى بدء تطور المرض، وبالتالي يبدأ المريض من المعاناة من صعوبة ممارسة بعض المهام، والحركات الطبيعية، ويلاحظ على المريض قصر خطواته، وصعوبة المشي، وصعوبة النهوض من الجلوس على الكرسي.

• تيبس العضلات:

عضلات جسم المريض  تصاب بما يعرف بالتيبس أو التصلب، وهذه الحالة تسبب الشعور بالألم، بالإضافة إلى تحديد نطاق حركة المريض.

• اختلال القامة:

وهي حالة يفقد فيها المريض القدرة على الاتزان بشكل طبيعي.

• فقدان القدرة على الحركة التلقائية: 

يعاني مريض الباركنسون من فقدانه القدرة والسيطرة على القيام ببعض الحركات اللاإرادية مثل الآتي:

• طرف العين
• التبسم
• تأرجح اليدين أثناء المشي.

• تغيرات الصوت:

من الأعراض الأخرى التي تصيب المريض تغير صوته، فتصبح طبقة صوته خافته جدًا، وسريع، ويشعر بالتردد كثيرًا قبل أن يتكلم، بالإضافة إلى التكلم بنغمة واحدة دون القدرة على تغيير طبقات الصوت.

• مشاكل في الكتابة: 

يعاني الشخص المصاب بالشلل الرعاش من صعوبة الكتابة حيث يكون خطه صغير جدًا.

 

 

أعراض مرض باركنسون المتطورة أو المزمنة

لقد تعرفنا على الأعراض الأولية أو المبكرة للشلل الرعاش، والآن سوف نتعرف على الأعراض المزمنة، والخطيرة من مرض الباركنسون، وهي أعراض تكشف بعض النقاط لمعرفة كم يعيش مريض باركنسون من خلال ما يعاني منه المريض من أعراض ومنها الآتي:

• صعوبة التفكير:

من الأعراض المزمنة والتي تظهر على مريض الباركنسون فيعاني من المشكلات الإدراكية، والخرف وهذه الحالة تكون في مراحل متقدمة جدًا من المرض.

• الاكتئاب:

مريض الباركنسون يعاني من نوبات الاكتئاب و المشاكل العاطفية الأخرى مثل، نوبات الخوف، والقلق.

• صعوبة البلع:

تقدم مراحل الشلل الرعاش تجعل المريض يعاني صعوبة البلع بسبب ضعف العضلات الشديد، وبالتالي يتجمع اللعاب في الفم بدرجة كبيرة ثم يبدأ في السيلان.

• اضطرابات النوم: 

المراحل المتقدمة من المرض يعاني فيها المريض من اضطراب النوم فتحدث عدة أعراض مثل، الاستيقاظ أثناء النوم عدة مرات ، أو الاستيقاظ مبكرًا، أو الشعور بالنعاس على مدار اليوم.

• مشاكل في المثانة:

مشاكل المثانة تتمثل في معاناة المريض من صعوبة سيطرته على التبول، وقد يفقد السيطرة أيضًا على خروج البول نفسه.

• الإمساك:

الإمساك من الأعراض المزمنة التي تحدث بسبب ضعف حركة الأمعاء.

• عدم القدرة على الحركة:

عندما يفقد المريض قدرته على الحركة بشكل تام، فإنه يحتاج إلى كرسي متحرك، لأن المريض يعاني من تكرار السقوط بسبب ضعف عضلات الساقين، ويصبح المريض في حاجة شديدة للمساعدة في أبسط المهام اليومية.

 

 

كيف يتم تشخيص الإصابة بمرض باركنسون؟

إن تشخيص الإصابة بهذا المرض من الأمور الصعبة جدًا بسبب عدم وجود فحص محدد يكشف عن الإصابة بالشلل الرعاش، وهذا ما يزيد من صعوبة المرض، ولكن هناك بعض الفحوصات التي يمكن أن تكشف عن الإصابة بمرض باركنسون ومنها الآتي:

• التاريخ الصحي للمريض:

من الضروري أن يعرف الطبيب كافة المعلومات الخاصة بتاريخ المريض الصحي، وتاريخه مع الأمراض المختلفة، ونوعية الأدوية التي يتناولها، وهل هناك أفراد من العائلة تم إصابتهم بالشلل الرعاش.

الفحص السريري:

يخضع المريض للفحص السريري، لكي يتمكن الطبيب من تقييم حركة المصاب، وحالة العضلات بالجسم، وأيضًا يتأكد الطبيب من حاسة الشم لدى المريض، وبعض العلامات الأخرى التي تظهر على الشخص المصاب.

اختبار تحليل الدم:

إجراء تحليل الدم يتم عادةً من أجل استبعاد معاناة المريض من أي مشكلات صحية أخرى لها أعراض تشبه أعراض الباركنسون، مثل اضطراب هرمون الغدة الدرقية أو أمراض الكبد المختلفة.

•  الاختبارات التصويرية:

الاختبارات التصويرية  من الفحوصات الدقيقة التي يطلبها الطبيب من أجل الكشف عن إصابة المريض بأي أورام، أو جلطات ومن تلك الفحوصات ما يلي:

• • التصوير بالرنين المغناطيسي.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية.
  • التصوير المقطعي البوزيتروني, هذا الفحص له قدرة كبيرة وفائقة في الكشف عن كميات مادة الدوبامين بالدماغ في بعض الحالات المرضية التي تشير إلى الإصابة بمرض باركنسون.

 

كم يعيش مريض باركنسون 

كم يعيش مريض باركنسون سؤال يسبب كثير من القلق الذي يعاني منه المرضى المصابين بالشلل الرعاش، ولكن يجب القول بأن الله عز وجل هو من يعلم الموت والحياة، ولذلك تحديد عمر أي مريض بالشلل الرعاش أمر غير حقيقي، أو غير علمي، لأن الشلل الرعاش، أو الباركنسون لا يسبب الوفاة وذلك لأنه مرض يؤثر على حركة عضلات الجسم، وغالبًا ما تكون الوفاة بسبب مشكلات صحية أخرى قد يعاني منها المريض بسبب عدم قدرته على الحركة والتوازن.

هذا إلى جانب أن الدراسات العلمية التي تتابع تطور أعراض مرض الباركنسون على الكثير من المرضى أكدت أن الأعراض المبكرة للمرض تكون بسيطة ولا تؤثر على حياة المريض، ولكن مع تطور الأعراض فإنها تصبح مزمنة أكثر وبالتالي تبدأ حالة المريض في التدهور نتيجة ما تسببه الأعراض من مشكلات صحية أخرى ويمكننا التعرف عليها كالتالي:

• قد تحدث الوفاة عندما يتكرر سقوط المريض ويعد ذلك السبب الأول لحدوث الوفاة، فتحدث له إصابة قاسية في الدماغ تسبب الوفاة.
• عدم قدرة المريض على البلع  واضطرابه ينتج عنه الإصابة بالالتهاب الرئوي، أو ما يعرف بذات الرئة الاستنشاقية.
• يمكن أن يصاب المريض بالنزيف الداخلي في الدماغ.
• الإصابة بأمراض القلب يمكن أن تسبب الوفاة لمريض الباركنسون.

 

 

نصيحة الطبيب

كم يعيش مريض باركنسون هذا السؤال لا يمكن الإجابة عليه في المطلق ولكن يمكن للطبيب الإجابة على هذا السؤال من خلال مناقشة المريض في أعراض المرض وتوضيح الشكل العام للمرض، وأن المتابعة المستمرة لحالة المريض قد تساهم في عدم تطور المرض بدرجة كبيرة ولا تسبب الوفاة.